Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 103-107)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ ٱلآخِرَةِ } أي لأنه إذا تأمل ما حصل لهؤلاء في الدنيا من العذاب ، كان ذلك باعثاً له على الخوف من ذلك اليوم . قوله : ( فيه ) أشار بذلك إلى أن اللام بمعنى في ، والمعنى أن يوم القيامة تجمع فيه الخلائق من الأنس والجن وغيرهما . قوله : ( يشهده ) أي يحضره . قوله : { وَمَا نُؤَخِّرُهُ } أي ذلك اليوم وهو يوم القيامة . قوله : ( لوقت معلوم ) أي وهو مدة الدنيا . قوله : { يَوْمَ يَأْتِ } ( ذلك اليوم ) إن قلت : إن اليوم لا يصلح أن يكون ظرفاً لليوم ، وإلا لزم تعيين الشيء بنفسه . وأجيب : بأن الكلام على حذف مضاف ، أي هوله وعذابه ، أو المعنى حين يأتي ذلك اليوم إلخ . قوله : { لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } أي فجميع الخلائق يسكنون في ذلك اليوم ، فلا يتكلم أحد إلا بإذنه . إن قلت : كيف يجمع بين ما هنا وبين قوله تعالى { يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا } [ النحل : 111 ] وقوله تعالى حكاية عن الكفار : { وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] ؟ أجيب : بأن القيامة مواطن مختلفة ففي بعضها لا يقدرون على الكلام لشدة الهول ، وفي بعضها يحتاجون ويتجادلون ، أو المراد لا تكلم نفس بما ينفع وينجي ، بل قد يتكلم الكفار بكلام لا نفع به ، بل لإظهار بطلان حججهم . قوله : ( كتب كل في الأزل ) أي وظهرت الخاتمة على طبق ما كتب . قوله : ( في علمه ) أي وهم من ماتوا كفاراً وإن تقدم منهم إيمان . قوله : { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } الزفير في الأصل ترديد النفس في الصدر ، حتى تنتفخ منه الأضلاع ، والشهيق رد النفس إلى الصدر ، وهذا التفسير الذي ذكره المفسر لابن عباس ، وقيل : الزفير أول صوت الحمار ، والشهيق آخره ، وقيل : الزفير صوت الحمار ، والشهيق صوت البغل ، وقيل غير ذلك . قوله : ( أي مدة دوامهما ) أشار بذلك إلى أن ما مصدرية ظرفية ، ودام تامة لأنها بمعنى بقيت أو مقدار دوامهما . قوله : ( في الدنيا ) أي فالمراد سماوات الدنيا وأرضها . قوله : ( غير ) { مَا شَآءَ رَبُّكَ } أفاد أن { إِلاَّ } معنى غير ، والمعنى أنهم يخلدون في النار مقدار مكث الدنيا ، غير لزيادة التي شاءها الله ، وما شاء الله قد بين في آيات أخر ، منها ، قوله : { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } [ النساء : 57 ] ، ومنها { وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ } [ البقرة : 167 ] ، ومنها قوله : { لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } [ الزخرف : 75 ] . قوله : { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } دفع بذلك ما يتوهم من التعبير بالمشيئة أنها قد تتخلف . فأجاب بقوله { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } فلا تخلف لمشيئة الله بخلود الكافر ، لأنه متى أراد شيئاً حصل ولا بد ، وما قيل إن وعيده قد يتخلف ، فالمراد وعيد العاصي لا وعيد الكافر .