Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 15-18)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ } تقدم أنه كان بين ذهابهم به واجتماعه بأبيه أربعون سنة ، وقيل ثمانون سنة ، لم تجف فيها عين يعقوب . قوله : ( بأن نزعوا قميصه ) إلخ ، روي أنهم لما برزوا به إلى الصحراء أخذوا يؤذونه ويضربونه ، حتى كادوا يقتلونه ، فصار يصيح ويستغيث ، فقال يهودا : أما عاهدتموني على ألا تقتلوه ؟ فأتوا به إلى البئر فدلوه فيها فتعلق بشفيرها ، ونزعوا قميصه ليلطخوه بالدم ويحتالوا به على أبيهم ، فقال : يا إخوتاه ردوا علي قميصي أتوارى به ، فقالوا له : ادع الأحد عشر كوكباً ، والشمس والقمر يلبسوك ويؤنسوك ، وفي القصص ، أن إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار ، جرد عن ثيابه ، فأتاه جبريل عليه السلام بقميص من حرير الجنة فألبسه إياه ، فدفعه إبراهيم إلى إسحاق ، ودفعه إسحاق إلى يعقوب فجعله في قصبة من فضة ، وجعلها في عنق يوسف ، فألبسه الملك إياه حين ألقي في الجب ، فأضاء له الجب ، وسيأتي أنه القميص الذي أرسله مع البشير بأمر جبريل ، وأخبره أنه لا يلقى على مبتلى إلا عوفي . قوله : ( ثم أوى إلى الصخرة ) أي جاء له بها الملك فأجلسه عليها ، قال الحسن : لما ألقي يوسف في الجب عذب ماؤها ، فكان يغنيه عن الطعام والشراب ، ودخل عليه جبريل فأنس به ، فلما أمسى نهض ليذهب فقال : إنك إذا خرجت استوحشت ، فقال : إذا رهبت من شيء فقل : يا صريخ المستصرخين ، ويا غوث المستغيثين ، ويا مفرج كرب المكروبين ، فقد ترى مكاني وتعلم حالي ، ولا يخفى عليك شيء من أمري ، فلما قالها يوسف ، حفته الملائكة واستأنس في الجب ، وفرج الله عنه بخروجه من ليلته ، وقيل إنه مكث في الجب ثلاثة أيام ، فكان إخوته يرعون حوله ، وكان يهودا يأتيه بالطعام . قوله : ( أو دونها ) قيل خمسة عشر ، وقيل اثني عشر ، وقيل سبعة . قوله : { لَتُنَبِّئَنَّهُمْ } أي كما سيأتي في قوله : { وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ } [ يوسف : 58 ] الآية . قوله : { عِشَآءً } أي ليكونوا في الظلمة ليقبل اعتذارهم ، فلما بلغوا منزل يعقوب ، جعلوا يبكون ويصرخون فسمع أصواتهم ففزع من ذلك وسألهم ، فأجابوه بما ذكر . قوله : { وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا } إلخ ، في هذا الكلام فتح باب اتهام لهم كما لا يخفى . قوله : ( لا تهمتنا ) إلخ ، قدره المفسر إشار إلى أن لو شرطية ، وجوابها محذوف ، والأسهل من هذا جعل الواو حالية ، ولو زائدة ، والتقدير وما أنت بمؤمن لنا ، والحال أنا كنا صادقين في نفس الأمر . قوله : ( محله نصب ) أي فعلى ظرف بمعنى فوق . قوله : ( أي ذي كذب ) أشار بذلك إلى أن وصف الدم بالكذب على حذف مضاف ، ويصح أن يكون مبالغة على حد زيد عدل . قوله : ( سخلة ) هي الصغيرة من الغنم . قوله : ( وذهلوا عن شقه ) أي عن تمزيقه ، لأن العادة أن الذئب إذا أكل الإنسان يشق قميصه ، وقد ذهلوا عن هذه الحيلة كي لا تتم لهم . قوله : ( لما رآه صحيحاً ) روي أنه قال : ما أحلم هذا الذئب يأكل ابني ولا يقد قميصه ، وقيل : إنهم أتوه بذئب وقالوا : هذا أكله ، فقال يعقوب : أيها الذئب ، أنت أكلت ولدي وثمرة فؤادي ؟ فأنطقه الله قال : والله ما أكلت ولدك ولا رأيته قط ، ولا يحل لنا أن نأكل لحوم الأنبياء ، فقال له يعقوب : فكيف وقعت بأرض كنعان ؟ فقال : جئت لصلة الرحم ، فأخذوني وأتوا بي إليك ، فأطلقه يعقوب . قوله : { بَلْ سَوَّلَتْ } أي سهلت لكم أنفسكم أمراً عظيماً ، فعلتموه بيوسف وهونتموه في أعينكم . قوله : ( لا جزع فيه ) فسر المفسر الصبر الجميل ، بأنه الذي لا جزع فيه ، والأولى أن يفسره كما في الحديث : " بأنه الذي لا شكوى فيه لغير الله ، وأما الهجر الجميل ، فهو الذي لا إيذاء معه ، وأما الصفح الجميل ، فهو الذي لا عتاب بعده ، وقد تحقق بجميعها كل من يوسف ويعقوب " قوله : ( المطلوب منه العون ) أي فالسين والتاء للطلب . قوله : { عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ } أي على تحمل المكاره التي تذكرونها في أمر يوسف .