Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 21-23)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَآ } أي يكفينا بعض أمورنا إذا قوي وبلغ ، أو يربح إذا أردنا بيعه . قوله : { أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً } أي نتبناه ، وأو مانعة خلو تجوز الجمع ، وهو المقصود لهما . قوله : ( وكان حصوراً ) أي لا يأتي النساء أو عقيماً . قوله : { وَكَذٰلِكَ } إلى قوله : { نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } معترض بين وصية العزيز ، وما وقع من زوجته . قوله : ( من القتل ) أي الذي عزم عليه إخوته ، وقوله : والجب ) أي الذي رموه فيه . قوله : ( وعطفنا عليه قبل العزيز ) أي خلقنا فيه الميل والمحبة ، حيث دفع فيه المال الكثير ، وأوصى زوجته عليه . قوله : { مَكَّنَّا لِيُوسُفَ } أي أعطيناه مكانة ورتبة عالية في الأرض . قوله : ( حتى بلغ ما بلغ ) أي من السلطنة والعز . قوله : ( لنملكه ) إما من الملك بكسر الميم ، أي نجعله مالكاً لما فيها ، أو من الملك بضمهما ، أي نجعله سلطاناً على أهلها . قوله : ( والواو زائدة ) أي والمعنى : مكنا ليوسف في الأرض لنعلمه إلخ . قوله : ( لا يعجزه شيء ) أي لأنه يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد ، فلا راد لما قضاه . قوله : { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ } جمع شدة كنعمة وأنعم ، ولم يقل هنا واستوى كما قال في حق موسى ، لأن موسى بلغ الأربعين وهي سن النبوة ، فقد استوى وتهيأ لحمل أسرار النبوة ، وأما يوسف فلم يكن إذ ذاك بلغ هذه السن . قوله : ( حكمة ) هي العلم مع العمل . قوله : { وَعِلْماً } عطف عام على خاص . قوله : ( كما جزيناه ) أي بكل خير . قوله : { نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } أي فاعلي الإحسان ، والمعنى : لا خصوصية ليوسف بذلك ، بل سنة الله في خلقه ، إن كل محسن له من الله الجزاء الحسن . قوله : { وَرَاوَدَتْهُ } هذه الآية مرتبطة بقوله : { وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ } إلخ ، وما بينهما اعتراض قصد به بيان عواقب صبر يوسف ، من السيادة والخير العظيم ، والمراودة مفاعلة ، وهي في الأصل تكون من الجانبين ، ولكنها هنا من جانب واحد ، ولما كان الجانب الآخر سبباً في حصول الفعل نزل منزلته ، فقيل فيه مفاعلة ، وذلك أن جمال يوسف سبباً لميلها وطلبها له ، فالمفاعلة ليست على بابها ، نظير مداواة المريض ، فإن سبب المداواة المرض القائم بالمريض . ( هي زليخا ) أي يصرح باسمها ، استهجاناً له وستراً وتعليماً للأدب ، كأن يقول : من الآداب أن لا يذكر أحد زوجته باسمها ، بل يكني عنها ، ولم يذكر في القرآن اسم امرأة إلا مريم ، وتقدم الجواب عنه بأن النصارى زعموا أنها زوجة الله ، فذكرها باسمها رداً عليهم ، كأنه يكني الرجال عن زوجته . قوله : ( أي طلبت منه ) اشار بذلك إلى أن المراودة من جانبها فقط . قوله : { وَغَلَّقَتِ ٱلأَبْوَابَ } أي وكانت سبعة . قوله : { هَيْتَ لَكَ } أي بفتح الهاء والتاء ككيف . قوله : ( وفي قراءة بكسر الهاء ) أي مع فتح التاء كقيل ، وقوله : ( وأخرى ) بضم التاء أي مع فتح الهاء كحيث ، فهذه ثلاث قراءات ، وبقي قراءتان وهما : هئت بكسر الهاء وبالهمزة الساكنة وفتح التاء وضمها وكلها سبعية . قوله : ( واللام للتبيين ) أي تبيين المفعول الذي هو المخاطب ، كأنها تقول : الخطاب لك نظير سقياً لك ورعياً لك . قوله { مَعَاذَ ٱللَّهِ } منصوب على أنه مصدر نائب عن الفعل ، والأصل أعوذ بالله معاذاً كسبحان الله بمعنى أسبح الله . قوله : { إِنَّهُ رَبِّيۤ } الهاء اسم إن ، وربي خبرها ، و { أَحْسَنَ } جملة حالية أو خبر ثان ، وما درج عليه المفسر من أن الضمير للحال والشأن ، ومراده بربه الذي اشتراه أحد تفسيرين ، والآخر أن الضمير يعود على الله تعالى ، وهو الأقرب والأظهر . قوله : { أَحْسَنَ مَثْوَايَ } تعهدي حيث أمرك بإكرامي ، فلا يليق مني أن أخونه ، وفيه إرشاد لها إلى رعاية حق العزيز بلطف . قوله : ( قصدت منه الجماع ) أي مع العزم والتصميم . قوله : ( قصد ذلك ) أي بمقتضى الطبع البشري من غير رضا ولا تصميم ، كميل الصائم للماء البارد ، ولكن يمنعه دينه عنه ، وهذا لا يؤاخذ به الإنسان ، بل في مدافعته الثواب الجزيل والأجر الجميل ، فمخالفة النفس عن شهواتها ، مع وجود ميل الطبع ، أعلى وأجل من تركها لعدم الميل لها ، ولذا يباهي الله بالشاب التارك لشهواته الملائكة الكرام ، قال تعالى : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ * فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } [ النازعات : 40 - 41 ] . قوله : ( قال ابن عباس ) أي وفي رواية : أنه انفرج سقف البيت ، فرأى يعقوب عاضاً على أصبعه ، وفي رواية : إنه نودي يا يوسف أتواقعها ؟ إنما مثلك ما لم تواقعها ، مثل الطير في جو السماء لا يطاق عليه ، وإنما مثلك إن واقعتها ، مثل الطير إذا وقع على الأرض ، لا يستطيع أن يدفع عن نفسه شيئاً ، ومثلك ما لم تواقعها ، مثل الثور الصعب الذي لا يطاق ، ومثلك إذا واقعتها ، كمثله إذا مات ودخل النمل في قرنه ، لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ، وبالجملة فقد كثرت عليه الواردات في هذا الشأن .