Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 37-40)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( في منامكما ) أي فالمعنى : أي طعام رأيتماه في المنام وأخبرتماني به ، إلا فسرته لكما قبل أن يقع في الخارج ، وخص رؤية الطعام لأنهما من أهل الطعام والشراب ، والشأن أن رؤيا المنام تتعلق باشتغال الشخص في اليقظة ، وقيل المراد إتيان الطعام لهما في اليقظة ، والمعنى لا يأتيكما طعام ترزقانه في منازلكما ، إلا أخبرتكما بقدره وكيفيته ، والوقت الذي يأتي فيه قبل أن يصلكما ، فهو إشارة إلى أن من معجزاته الإخبار بالمغيبات ، وهذا مثل معجزة عيسى حيث قال : { وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ } [ آل عمران : 49 ] فقالا ليوسف : هذا من علم العرافين والكهنة ، فمن أين لك هذا العلم ؟ قوله : { ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيۤ } إلخ . قوله : ( فيه حث ) أي تعريض لطلب الإيمان . قوله : { إِنِّي تَرَكْتُ } المراد بالترك عدم التلبس بالشيء من أول الأمر . قوله : { وَٱتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـيۤ } لما بين أنه ادعى النبوة وأظهر المعجزة ، بين هنا أنه لا غرابة في ذلك لأنه من بيت النبوة ، لأن إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، كانوا مشهورين بالرسالة ، وذكر الفخر الرازي أنه نبىء في السجن ، ولا مانع أنه نبىء قبل الأربعين ، كيحيى وعيسى ، وذلك لأن اخوته رموه في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة ، ومكث تحت يد العزيز ثلاث عشرة سنة ، ومن جملتها مدة السجن ، فتكون الجملة ثلاثين سنة . قوله : { مَا كَانَ لَنَآ } أي لا يصح ولا يليق منا معاشر الأنبياء ، أن نشرك بالله شيئاً ، مع اصطفائه لنا وانعامه علينا بأنواع النعم ، وهذا تعريض لهم بترك ما هم عليه من الشرك كأنه قال : لا يصح للعبد الضعيف العاجز المفتقر أن يعبد غير من هو مفتقر إليه ومنعم عليه . قوله : ( لعصمتنا ) أي فليس المراد أنه حرم ذلك عليهم ، بل المراد أنه طهرهم من الكفر . قوله : { مِن فَضْلِ ٱللَّهِ عَلَيْنَا } أي بالوحي ، وقوله : { وَعَلَى ٱلنَّاسِ } أي بإرشادهم . قوله : { يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ } قدر المفسر ( ساكني ) إشار إلى أن الإضافة لأدنى ملابسة ، ويصح أن يكون المعنى يا صاحبي في السجن ، فالإضافة للظرف . قوله : { مُّتَّفَرِّقُونَ } أي من ذهب وفضة وحديد وخشب وحجارة وغير ذلك . قوله : { مَا تَعْبُدُونَ } خطاب لأهل السجن جميعاً . قوله : { سَمَّيْتُمُوهَآ } أي فكأنكم لا تعبدون إلا الأسماء المجردة ، والمعنى أنكم سميتم ما لم يدل على استحقاقه للألوهية عقل ولا نقل ، ثم أخذتم تعبدونها . قوله : ( المستقيم ) أي الذي لا اعوجاج فيه . قوله : ( ما يصيرون ) قدره إشارة إلى أن مفعول يعلمون محذوف .