Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 41-42)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ } هذا شروع في تعبير رؤياهما . قوله : ( فيخرج بعد ثلاث ) أي من الأيام وهي العناقيد الثلاثة التي عصرها . قوله : ( سيده ) أي وهو الملك . قوله : { وَأَمَّا ٱلآخَرُ } ( فيخرج بعد ثلاث ) أي من الأيام وهي السلاسل الثلاث . قوله : ( فقالا ما رأينا شيئاً ) هذا أحد قولين ، وقيل إنهما رأيا ذلك حقيقة فرآهما مهمومين ، فسألهما عن شأنهما ، فذكر كل واحد رؤياه . قوله : { قُضِيَ ٱلأَمْرُ } المراد به الجنس ، أي قضي أمر كل واحد ، ويؤول إليه شأنه كذب أو صدق . قوله : ( سألتما ) تفسير لتستفتيان ، فالمراد المضارع الماضي . قوله : { وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ } إن كان الظن واقعاً من الساقي ، فالأمر ظاهر ، وإن كان من يوسف فهو بمعنى اليقين ، كما قال المفسر على حده { ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُواْ رَبِّهِمْ } [ البقرة : 46 ] . قوله : ( سيدك ) أي وهو الملك . قوله : ( محبوساً ) أي طال حبسه ظلماً خمس سنين . قوله : ( أي الساقي ) أي والمعنى أنسى الشيطان الساقي أن يذكر يوسف عند الملك ، وذلك للحكم الباهرة التي ستظهر ، وهذا أحد قولين ، وقيل إن الضمير عائد على يوسف ، والمعنى أن الشيطان أنسى يوسف ذكر ربه عز وجل حين استغاث بمخلوق ، وإسناد الإنساء للشيطان ، لأنه يفرح به ويحبه ، ظاناً أن يوسف يطرد بذلك ، وإلا فالذي أنساه ذلك ربه لا الشيطان ، فإنه لا تسلط له على المرسلين ، قال تعالى : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } [ الحجر : 42 ] فلما وقع من يوسف ذلك ، عوتب ببقائه في السجن تلك المدة من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين . قوله : ( قيل سبعاً ) أي وهي مدة مكث أيوب فب البلاء ، وقوله : ( وقيل اثنتي عشرة ) هذا قول ثان في مدة السجن ، وقيل خمساً ونصفاً قبل قوله : { ٱذْكُرْنِي } وسبعاً بعده ، وقيل أربع عشرة سنة ، خمس قبل القول ، وتسع بعده ، وحكمة مكثه تلك المدة في السجن ، ليؤمن أهل السجن ، وليصل أمره للملك فيخرج ، والحال أنه مطلوب لا طالب ، فيتحقق له العز الذي بشر به سابقاً ، فترتب على طلبه السجن ولإبقائه فيه الزمن الطويل ، من الحكم العظيمة ، والأسرار الفخيمة ، والعز والسؤدد ، ما لا تحيط به العبارة ، ولا تحصيه الإشارة ، فأمور يوسف صلوات الله وسلامه عليه ، ظاهرها ذل ، وباطنها غاية العز ، على حد قول البوصيري : @ لو يمس النضار هون من النا ر لما اختير للنضار الصلاء @@ فبلايا الأنبياء والمقربين ، لا تزيدهم ، إلا رفعة وعزاً .