Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 68-71)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم } اختلف في جواب لما ، فقيل هو قوله : { مَّا كَانَ يُغْنِي } إلخ ، والمعنى أن دخولهم من أبواب متفرقة لا يدفع عنهم مما قدره الله شيئاً ، بل الدخول متفرقاً كالدخول مجتمعاً ، بالنسبة لقضاء الله ، وقيل هو قوله : { آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ } وهو جواب لما الثانية أيضاً ، لأن المقصود بدخول المدينة الدخول على يوسف ، والمقصود به إيواء الأخ ، فلما الثانية مرتبة على لما الأولى ، فصلح أن يكون جوابهما واحداً . قوله : { مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم } أي من أبواب متفرقة . قوله : { مَّا كَانَ يُغْنِي } أي يدفع عنهم التفرق ، ففاعل يغني ضمير يعود على التفرق . قوله : { إِلاَّ حَاجَةً } استثناء منقطع ولذا فسره بلكن ، والمعنى لم يكن تفرقهم دافعاً عنهم من قدر الله شيئاً ، لكن حاجة في نفس يعقوب قضاها ، وهي دفع العين عنهم ، التي كانت تصيبهم عند دخولهم مجتمعين ، فإن التفرق في الدخول دفعها بإرادة الل . قوله : ( لتعليمنا إياه ) أشار بذلك إلى أن ما مصدية . قوله : { وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ } أي منزله ومحل حكمه ، وهذا الدخول غير الدخول السابق ، فإن المراد بد دخول المدينة ، قال المفسرون : لما دخلوا عليه قالوا أيها الملك ، هذا أخونا الذي أمرتنا أن نأتيك به فقد جئناك به ، فقال أحسنتم وأصبتم ، ستجدون ذلك عندي ، ثم أنزلهم وأكرم نزلهم ، ثم أضافهم وأجلس كل اثنين على مائدة ، فبقي بنيامين وحيداً ، فبكى وقال : لو كان أخي يوسف حياً لأجلسني معه ، فقال لهم يوسف : لقد بقي هذا وحده ، فقالوا : كان له أخ فهلك ، قال لهم : فأنا اجلسه معي ، فأخذه فأجلسه معه على المائدة وجعل يؤاكله ، فلما دخل الليل ، أمر لهم بمثل ذلك من الفراش وقال : كل اثنين ينامان على فراش واحد واحد ، فبقي بنيامين وحده ، فقال يوسف : هذا ينام عندي على فراشي ، فقام بنيامين مع يوسف على فراشه ، فجعل يوسف يضمه إليه ويشم ريح أبيه منه حتى أصبح ، فلما أصبح قال لهم : إني أرى هذا الرجل وحيداً ليس معه ثان ، فأنا أضمه إلي فيكون معي في منزلي ، ثم إنه أنزلهم وأجرى لهم الطعام ، فقال روبيل : ما رأينا مثل هذا ، فلما خلا به قال له يوسف : ما اسمك ؟ قال : بنيامين ، قال : فهل لك من ولد ؟ قال : عشر بنين ، قال : فهل لك من أخ لأم ؟ قال : كان لي أخ فهلك ، قال يوسف : أتحب أن أكون أخاك بدل من أخيك الهالك ؟ قال بنيامين : ومن يجد أخاً مثلك أيها الملك ؟ ولكن لم يلدك يعقوب ولا راحيل ، فبكى يوسف عليه السلام ، وقام إليه وعانقه وقال : { إِنِّيۤ أَنَاْ أَخُوكَ } إلخ ، وقال كعب : لما قال له يوسف : إني أنا أخوك ، قال بنيامين : أنا لا أفارقك ، فقال يوسف : قد علمت اغتمام والدي بي ، فإذا حبستك عندي ازداد غمه ، ولا يمكنني هذا إلا أن أشهرك بأمر فظيع ، وأنسبك إلى ما لا يحمد ، فقال : لا أبالي ، افعل ما بدا لك فإني لا أفارقك ، قال يوسف : فإني أدس صاعي في رحلك ، ثم أنادي عليك بالسرقة ، لأحتال في ردك بعد إطلاقك ، قال : فافعل ما شئت ، فذلك قوله تعالى : { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ } إلخ . قوله : { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ } عبر هنا بالفاء ، إشارة إلى طلب سرعة سيرهم وذهابهم لبلادهم بخلاف المرة الأولى ، فإن المطلوب طول إقامتهم ليتعرف حالهم . قوله : ( هي صاع من ذهب ) وكان يشرب فيه الملك فسمي سقاية باعتبار أول حاله ، وصاعاً باعتبار آخر أمره ، لأن الصاع آلة للكيل . قوله : ( مرصع بالجواهر ) أي مزين ومحلى بها . قوله : ( بعد انفصالهم عن مجلس يوسف ) أي خروجهم وسيرهم ، بل قيل : إنهم وصلوا إلى بلبيس وردوا من عندها . قوله : { أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ } هي في الأصل كل ما يحمل عليه من إبل وحمير ، ويقال أطلقت وأريد أصحابها فهو مجاز علاقته المجاورة . قوله : { وَأَقْبَلُواْ } قدره المفسر ( قد ) إشارة إلى أن الجملة حالية ، والمعنى أنهم التفتوا إليهم وخاطبوهم بما ذكر . قوله : { مَّاذَا تَفْقِدُونَ } أي أي شيء ضاع منكم .