Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 66-67)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَتَأْتُنَّنِي بِهِ } هذا هو جواب القسم . قوله : { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } استثناء من عموم الأحوال ، والتقدير لتأتنني به في كل حال ، إلا حال الإحاطة بكم . قوله : { فَلَمَّآ آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } أي بقولهم : بالله رب محمد لنأتينك به ، والموثق العهد المؤكد باليمين قوله : { مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ } أي وكانت أبواب مصر إذ ذاك أربعة . قوله : ( لئلا تصيبكم العين ) إنما خاف عليهم العين ، لكمالهم وقوتهم واشتهارهم بين أهل مصر ، بإكرام الملك لهم واحترامهم ، فأمرهم بالتفرق ليسلموا من إصابة العين ، فإنها كما قال أهل السنة ، سبب عادي للضرر كالسم والسيف ، يوجد الضرر عندها لا بها ، وقالت الفلاسفة : إن العائن ينبعث من عينه قوة سمية نتصل بالمعيون ، فيهلك أي يفسد ، فأثبتوا للعين تأثيراً بنفسها ، وهو كلام باطل واعتقاده كفر ، وأعظم نافع في الرقى من العين سورتا المعوذتين . قوله : { مِّنَ ٱللَّهِ } أي من قضائه . قوله : ( وإنما ذلك ) أي القول قوله : ( شفقة ) أي رأفة بكم ، إن قلت : لم أمرهم بذلك في هذه المرة ، ولم يأمرهم في المرة الأولى ؟ أجيب بجوابين : الأول لكون معهم بنيامين وهو عزيز عليه ، فخاف عليهم من أجل كونه معهم ، والثاني أنهم اشتهروا في مصر بأنهم أولاد رجل واحد ، وفيهم نور النبوة والشهامة والجمال ، سيما وقد كانوا عند الملك بمنزلة ، بخلاف المرة الأولى . قوله : { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } أي فوضت أموري واعتمدت عليه ، لا على ما أمرتكم به ، لأن الأخذ في الأسباب مع التوكل ، أفضل من ترك الأسباب .