Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 8-12)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَيُوسُفُ } اللام موطئة لقسم محذوف . قوله : ( بنيامين ) بكسر الباء وفتحها ، وهو أصغر من يوسف . قوله : { أَحَبُّ } ( خبر ) أي عن يوسف وأخوه ، ولم تحصل المطابقة لأنه اسم تفضيل مجرد ، وهو يلزم التذكير والتوحيد ، قال ابن مالك : @ وإن لمنكور يضف أو جرداً ألزم تذكيراً وأن يوحدا @@ و { أَحَبُّ } مصوغ من حب المبني للمفعول وهو سماعي ، ولو جاء على القياس لتوصل إليه بأشد ، قال ابن مالك : @ وأشدد أو أشد أو شبههما يخلف ما بعض الشروط عدما @@ واعلم أن مادة الحب والبغض ، إذا بني أفعل التفضيل منها تعدى للفاعل بإلى ، وللمفعول باللام ، أو بفي ، الآية الكريمة من الأول ، فإن الأب هو فاعل المحبة ، وإذا قلت : زيد أحب لي من عمرو ، وأحب في منه ، كان معناه أن زيداً يحبني أكثر من عمرو . قوله : { وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } الجملة حالية ، والعصبة قيل من العشرة إلى الأربعين ، وقيل من ثلاثة إلى عشرة ، وقيل من عشرة إلى خمسة عشر ، وقيل غير ذلك . قوله : ( خطأ ) أي في أمر الدنيا وما يصلحها ، لأنا أشد قوة وأكبر سناً وأكثر منفعة من يوسف ، فلم آثره علينا في المحبة ، إن هذا الخطأ بين ، وليس المراد الخطأ في الدين ، فإن اعتقاده كفر . قوله : ( بإيثارهما ) أي تقديمهما . قوله : { ٱقْتُلُواْ يُوسُفَ } إلخ ، إنما قالوا ذلك ، لأن خبر المنام بلغهم ، فتشاورا في كيده بين أحد أمرين : إما قتله أو تغريبه بأرض بعيدة . قوله : ( أي بأرض ) أشار بذلك إلى أن قوله : { أَرْضاً } منصوب على نزع الخافض ، ويصح نصبه على الظرفية ، لأن المقصود أي أرض بعيدة . قوله : { وَجْهُ أَبِيكُمْ } أي قلبه ، والمعنى لا يكون لكم منازع في محبته فيكم حينئذ . قوله : ( بأن تتوبوا ) أي تصلحوا دينكم بعد هذه الفعلة . قوله : { قَالَ قَآئِلٌ } هذا رأي ثالث أرفق بيوسف مما تقدم على الخصلتين . قوله : ( هو يهودا ) بدال مهملة ، وأصل بالعبرانية المعجمة ، لكن لما استعملته العرب أهملته ، وكان أكبرهم سناً وأحسنه رأياً ، وقيل القائل روبيل . قوله : { فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ } الغيابة الشيء المظلم ، والجب البئر التي لم تطو . والمعنى اطرحوه في قعر البئر المظلم ، وكان بأرض بيت المقدس ، وقيل بالأردن ، وقيل على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب . قوله : { يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ } أي لأن هذا الجب كان يرد عليه كثير من المسافرين . قوله : ( فاكتفوا بذلك ) قدره إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف . قوله : { قَالُواْ يَٰأَبَانَا } هذا مرتب على محذوف ، وذلك أنهم قالوا أولاً ليوسف . اخرج معنا إلى الصحراء إلى مواشينا فنستبق ونصيد ، وقالوا له : سل أباك أن يرسلك معنا ، فسأله فتوقف يعقوب ، فقالوا مالك إلخ ، والمعنى أي شيء ثبت لك في عدم أمننا ؟ قوله : { تَأْمَنَّا } اتفق القراء على إخفاء النون الساكنة عند النون المتحركة ، واتفقوا أيضاً على إدغامها مع الأشمام كما في الخطيب ، ومن الشواذ ترك الإدغام كما في أبي السعود . قوله : ( لقائمون بمصالحه ) أي لعاطفون عليه حافظون له . قوله : { غَداً } منصوب على الظرفية ، والغد : اليوم بعد يومك . قوله : ( بالنون والياء فيهما ) أي في نرتع ونلعب ، وهما قراءتان سبعيتان ، والرتع التمتع في أكل الفواكه ونحوها ، واللعب بالاستباق والانتضال تمريناً لقتال الأعداد ؛ وهو غرض صحيح مباح ، لما فيه من تعلم المحاربة والإقدام على العدو .