Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 95-98)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالُواْ } أي من حضر عنده من أولاد بنيه . قوله : { لَفِي ضَلاَلِكَ ٱلْقَدِيمِ } أي من ذكر يوسف وعدم نسيانك إياه ، لأنه كان عندهم قد مات وهلك . قوله : ( فأحب أن يفرحه ) أي فقال لإخوته : إني ذهبت بالقميص ملطخاً بالدم ، فأنا اذهب بهذا القميص فأفرحه كما أحزنته ، فحمله وخرج به حافياً حاسراً ، ومعه سبعة أرغفة لم يستوف أكلها ، حتى أتى أباه ، وكانت المسافة ثمانين فرسخاً ، فلما وصل إليه علمه في نظير تلك البشارة ، كلمات كان ورثها من أبيه إسحاق ، وهو عن أبيه إبراهيم وهي : با لطيفاً فوق كل لطيف ، الطف بي في أموري كلها كما أحب ، ورضني في دنياي وآخرتي . قوله : { فَٱرْتَدَّ بَصِيراً } أي رجع بصره لحالته الأولى . قوله : { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أي من أمور باطنية لا تعلمونها ، فأنتم تنظرون للظاهر ، وأنا أنظر للباطن . قوله : { قَالُواْ يٰأَبَانَا } إلخ ، أي لما ظهر الحق وتبين ، اعتذروا لأبيهم مما وقع منهم . قوله : { ٱسْتَغْفِرْ لَنَا } أي اطلب لنا من ربنا غفران ذنوبنا . قوله : { إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ } أي آثمين . قوله : ( أخر ذلك إلى السحر ) فلما انتهى إلى وقت السحر ، قام إلى الصلاة متوجهاً إلى الله ، فلما فرغ منها رفع يديه وقال : اللهم اغفر لي جزعي على يوسف ، وقلت صبري عنه ، وأغفر لأولادي ما أتوا إلي وإلى أخيهم يوسف ، فأوحى الله إليه أني قد غفرت لك ولهم أجمعين . قوله : ( أو إلى ليلة الجمعة ) أي وقيل إلى الاجتماع بيوسف ، ليجتمع معه على الاستغفار والدعاء لهم ، ويؤيده ما روي أنه استقبل القبل قائماً يدعو ، فقام يوسف خلفه يؤمن ، وقاموا خلفهما أذلة خاشعين ، حتى نزل جبريل عليه السلام وقال : إن الله قد أجاب دعوتك في ولدك ، وعقد مواثيقهم بعدك على النبوة ، وهذا إن صح فهو دليل على نبوتهم ، ويجاب عما وقع منهم بما مر . قوله : ( ثم توجهوا إلى مصر ) وقال أصحاب الأخبار : لما دنا يعقوب من مصر ، كلم يوسف الملك الأكبر ، وعرفه بمجيء أبيه وأهله ، فخرج يوسف في أربعة آلاف من الجند ، وركب أهل مصر معهم يتلقون يعقوب عليه السلام ، وكان يعقوب يمشي وهو يتوكأ على يد ابنه يهودا ، فلما نظر إلى الخيل والناس قال : يا يهودا هذا فرعون مصر ، قال : لا ، بل هذا ابنك يوسف ، فلما دنا كل واحد من صاحبه ، أراد يوسف أن يبدأ يعقوب بالسلام ، فقال له جبريل : خل يعقوب يبدأ بالسلام ، فقال يعقوب : السلام عليك يا مذهب الأحزان ، وقيل إنهما نزلا وتعانقا ، وفعلا كما يفعل الوالد بولده ، والولد بوالده ، وبكيا ، وقيل إن يوسف قال لأبيه : يا أبت بكيت علي حتى ذهب بصرك ، ألم تعلم أن القيامة تجمعنا ؟ قال : بلى ، ولكن خشيت أن يسلب دينك ، فيحال بيني وبينك ، وخرج يوسف للقاء أبيه في أربعة آلاف من الجند ، لكل واحد منهم جبة من فضة ، وراية خزو قصب ، فتزينت الصحراء بهم ، واصطفوا صفوفاً ، ولما صعد يعقوب ومعه أولاده وحفدته ، نظر إلى الصحراء مملوءة بالفرسان ، مزينة بالألوان ، فنظر إليهم متعجباً ، فقال جبريل : انظر إلى الهواء ، فإن الملائكة قد حضرت سروراً بحالك ، كانوا باكين محزونين مدة لأجلك ، وهاجت الفرسان بعضهم في بعض ، وصهلت الخيول ، وسبحت الملائكة ، وضربت الطبول والبوقات ، فصار كأنه يوم القيامة ، قيل وكان دخولهم يوم عاشوراء .