Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 21-22)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( والرحم ) أي القرابة ، لما في الحديث : " يقول الله تعالى : أنا الرحمن ، خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها قطعته " وقال عليه الصلاة والسلام " الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله " وصلة الرحم تكون ببذل المعروف والإنفاق بحسب الاستطاعة . قوله : ( وغير ذلك ) أي كالتوادد للناس ، وعيادة المريض ، وغير ذلك ، لما في الحديث : " التوادد مع الناس نصف العقل " ، وفي الحديث : " وخالق الناس بخلق حسن ، والتوادد بإعطاء من حرمك ، ووصل من قطعك ، والعفو عمن ظلمك " قوله : { وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } أي يهابونه إجلالاً وتعظيماً ، فلا يخشون غيره ، ولا يلتفتون لما سواه . قوله : { وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ } أي يخافون الحساب السيىء المؤدي لدخول النار . قوله : { وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ } إلخ ، أشار المفسر إلى أن مراتب الصبر ثلاثة : أعلاها الصبر عن المعصية ، وهو عدم فعلها رأساً . ويليها الصبر على الطاعات ، أي دوام فعلها على حسب الطاقة . ويليها الصبر على البلاء . وأعلى الجميع الصبر عن الشهوات ، لأنه مرتبة الأولياء والصديقين . قوله : { ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ } أي طلباً لمرضاته . قوله : ( لا غيره من أعراض الدنيا ) أي كالصبر ليقال : ما أكمل صبره وأشد قوته ، أو لئلا يعاب على الجزع ، أو لئلا تشمت به الأعداء ، وغير ذلك من الأمور التي تكون لغير وجه الله ، وفضل الصبر لوجه الله عظيم جداً . قال تعالى : { وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ } [ البقرة : 155 ] الآية ، وورد " إذا كان يوم القيامة ، نادى مناد : ليقم أهل الصبر ، فيقوم ناس من الناس ، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة ، فتتلقاهم الملائكة فتقول : إلى أين ؟ فيقولون : إلى الجنة ، قالوا : قبل الحساب ؟ قال : نعم ، فيقولون : من أنتم ؟ فيقولون : نحن أهل الصبر ، قالوا : وما كان صبركم ؟ قالوا : صبرنا على أنفسنا على طاعة الله ، وصبرناها عن معاصي الله ، وصبرناهما على البلايا والمحن في الدنيا ، فتقول لهم الملائكة : سلام عليكم بما صبرتم ، فنعم عقبى الدار " . قوله : { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } أي فرضاً أو نفلاً ، بالإتين بها بشروطها وأركانها وآدابها . قوله : { وَأَنْفَقُواْ } ( في الطاعة ) أي انفاقاً واجباً كالزكاة والنفقات الواجبة ، أو مندوباً كالتطوعات . قوله : { سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } أي لم يعلم به أحد أم علم ، فالمدار على الإخلاص في النفقة ، سر بها أو أعلن . قوله : ( كالجهل بالحلم ) أي فيدفع السفه والتعدي بالحلم وعدم المؤاخذة . قوله : ( والأذى بالصبر ) أي فلا يكافئون الشر بالشر بل يدفعون الشر بالخير والصبر . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ } مبتدأ ، وقوله : { لَهُمْ } خبر مقدم ، و { عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ } مبتدأ مؤخر ، والجملة خبر المبتدأ الأول ، وهي مستأنفة لبيان جزاء من ذكر . قوله : ( أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة ) أشار بذلك إلى أن النعت محذوف ، والإضافة على معنى في ، فالعقبى المحمودة في الجنة .