Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 41-43)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ومجازاة الله لهم في الآخرة قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } الهمزة داخلة على محذوف ، والواو عاطفة على ذلك المحذوف ، والتقدير : أينكرون ما وعدناهم به من العذاب ولم يروا ، إلخ . قوله : ( نقصد أرضهم ) أي أرض أهل مكة ، فالمقصود نصر للنبي بزوال نعمة الكفار وملكه إياهم ، قال تعالى : { وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ } [ الأحزاب : 27 ] الآية ، فالمراد بنقص أطراف الأرض ملك كبرائها وخذلانهم ، وما ذكره المفسر هو أحد قولين ، والآخر أن المراد بالأرض جميعها ، لا خصوص أرض الكفار ، وبنقص أطرافها موت العلماء والأشراف والكبراء والصلحاء ، وحينئذ فوجه مناسبة هذا لما قبله ، كأن الله يقول : ألم ينظروا إلى التغيرات الحاصلة في الدنيا ، من الخراب بعد العمارة ، والموت بعد الحياة ، والذل بعد العز ؟ فإذا كان هذا مشاهداً لهم ، فما المانع من أن الله يصير الكفار أذلاء بعد عزهم ، ومقهورين بعد قدرتهم . قوله : { لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ } أي لا مغير ولا ناقص له . قوله : { وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } أي فيحاسبهم في زمن يسير . قوله : { وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم . قوله : { فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً } أي لأنه الخالق لهم ، العالم بأحوالهم ، فهو يوصل إليهم العذاب من جهة لا يعلمون بها . قوله : ( فيعد لها ) أي يهيىء ويحضر . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } أي لأنه الخالق للمعجزات على يدي . قوله : { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } معطوف على لفظ الجلالة ، والمعنى أن الله ومن عنده علم الكتاب ، فيهم الكفاية في الشهادة بيني وبينكم ، وأل في الكتاب للجنس ، فيشمل التوراة والإنجيل والفرقان ، فقوله : ( من مؤمني اليهود والنصارى ) أي مطلقاً فهو قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ الأنفال : 64 ] .