Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 29-31)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَصْلَوْنَهَا } حال من القوم . قوله : { وَجَعَلُواْ } عطف على ما بدلوا . قوله : { أَندَاداً } جمع ند بمعنى النظير . قوله : { لِّيُضِلُّواْ } اللام للعاقبة والصيرورة ، لأن اتخاذهم الأنداد ، ليس لأجل الضلال ، بل لكونهم يقربونهم إلى الله زلفى . قوله : ( بفتح الياء وضمها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، والمعنى ليضلوا في أنفسهم وهذا على الفتح ، أو ليضلوا غيرهم وهذا على الضم . قوله : ( بدنياكم ) أي أو بعبادتكم الأصنام ، لأنها من جملة الشهوات التي يتمتع بها ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فإن هذا تهديد لكل ظالم . قوله : { فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ } أي مآلكم إليها . قوله : { قُل لِّعِبَادِيَ } بثبوت الياء مفتوحة ، وبحذفها لفظاً لا خطاً ، قراءتان سبعيتان هنا وفي أربعة مواضع من القرآن ، في سورة الأنبياء في قوله : { أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } [ الأنبياء : 105 ] . وفي العنكبوت في قوله : { يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ } [ العنكبوت : 56 ] . وقوله في سبأ { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ } [ سبأ : 13 ] . وقوله في سورة الزمر { قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } [ الزمر : 53 ] . والإضافة في عبادي للتشريف ، ولذا قال العارف : @ ومما زادني شرفاً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبياً @@ قوله : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي اتصفوا بالإيمان ، وفي ذلك إشارة إلى أن الصلاة والزكاة وغيرهما من وجوه البر ، لا تكون إلى لمن اتصف بالإيمان ، فلا تنفع الكافر في حال كفره ، فلا ينافي أنه مخاطب بفروع الشريعة ، لكن لا تصح منه إلا الإسلام ، وفائدة خطابه بها ، أنه يعذب عليها زيادة على عذاب الكفر ، بدليل قوله تعالى : { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ } [ المدثر : 42 - 44 ] الآية . قوله : { وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } أي النفقة الواجبة كالزكاة ، والمندوبة كالتطوعات ، وقوله : { سِرّاً وَعَلانِيَةً } أي فالإنسان مخير في الاتفاق ، إما سراً ، أو جهراً ، لكن الأفضل في الوادبة الجهر ، لئلا يتهم بقلة الدين ، وفي التطوعات السر ، لكونه أقرب إلى الاخلاص . قوله : ( فداء ) مشى المفسر على أن المراد بالبيع الفداء ، مشى غيره على إبقاء البيع على ظاهره ، أي لا شيء يباع فيه للفداء . قوله : ( مخالة ) أشار المفسر إلى أن قوله : { خِلاَلٌ } مصدر بمعنى المخالة ، وقال غيره إن خلال جمع خلة ، كقلال جمع قلة . قوله : ( أي صداقة تنفع ) هذا محمول على الكفر بدليل آية الزخرف { ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } [ الزخرف : 67 ] ، فالمتقون لهم الأخلاء يوم القيامة ، وفي القبور ، وفي كل موطن مخوف ، والكفار قد تقطعت بهم الأسباب ، فليس لهم أخلاء نافعون أصلاً .