Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 34-34)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ } عطف عام على خاص ، و { مِّن } قيل صلة على مذهب الأخفش ، من زيادتها في الأثبات ، أي آتاكم كل ما سألتموه ، وقيل تبعيضية ، أي آتاكم بعض كل ما سألتموه ، أي احتجتم إليه ، ولو لم يحصل سؤال بالفعل ، فالمراد شأنكم تسألون عنه لاحتياجكم إليه ، فإن الله أعطانا النعم من غير سؤال منا ، والمعنى أعطى الله كل فرد ، فرد ، بعض ، كل ما يحتاج إليه العالم ، فأصول النعم اشترك فيها جميع العالم ، عقلاء وغيرهم ، مسلمين وكفاراً ، وما يحتمل أنها موصلة وهو الأتم ، والتقدير بعض كل ما سألتموه ، أو مصدرية ، والتقدير بعض كل مسؤولكم . قوله : ( على حسب مصالحكم ) جواب عما يقال : إن الإنسان لم يعط بعض كل ما سأل ، فإنه قد يسأل السلطنة مثلاً ولا يعطاها ، فأجاب : بأن هذه العطية ليست على حسب ما يصلح للعبد ، بل على حسب مراد الله تعالى ، فعطاياه سبحانه وتعالى ، على حسب مراده في خلقه ، فمنهم من جعل رزقه واسعاً ، ومنهم من جعل رزقه ضيقاً ، وهكذا . قوله : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ } أي أفرادها فإنها متناهية . قوله : ( بمعنى إنعامه ) أشار بذلك إلى أن المراد بالنعمة الأنعام ، وهو صفة فعل ، ودفع بذلك ما يقال ، كيف يقول الله { لاَ تُحْصُوهَا } ، مع أن كل نعمة دخلت الوجود متناهية ويمكن عدها ؟ فأجاب : بأن المراد بالنعمة الإنعام ، بمعنى تجددها شيئاً فشيئاً ، قوله : ( الكافر ) المراد به أبو جهل ، لأنها نزلت فيه ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .