Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 40-42)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : مُقِيمَ ٱلصَّلاَةِ أي مواظباً عليها ، بشروطها وأركانها وآدابها . قوله : { وَ } ( اجعل ) { مِن ذُرِّيَتِي } أشار المفسر إلى أن قوله : { وَمِن ذُرِّيَتِي } معطوف على الياء في اجعلني ، فيكون الفعل مسلطاً عليه . قوله : { وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ } بثبوت الياء وصلاً ووقفاً ، وحذفها كذلك قراءتان سبعيتان . قوله : { رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِي } إن قلت كيف يطلب المغفرة ، مع أنه نبي معصوم من جميع الذنوب ؟ أجيب : بأن المغفرة لا تستدعي سبق ذنب ، بل تكون من الطاعات ، كما إذا ارتقى مقاماً أعلى مما كان فيه ، فيستغفر الله مما كان فيه ، على حد ما قيل في قوله : صلى الله عليه وسلم " إني ليغان على قلبي فأستغفر الله سبعين مرة " قوله : ( هذا قبل أن يتبين له عداوتهما لله ) جواب عما يقال : كيف ساغ لإبراهيم طلب المغفرة لأبويه وهما كافران . قوله : ( وقرىء ) أي شذوذاً في هذه والتي بعدها ، وقرىء شذوذاً أيضاً وولدي بضم الواو وسكون اللام ، فالقراءات الشواذ ثلاث : والدي مفرداً ، وولدي بالتثنية ، وولدي جمع ولد . قوله : ( يثبت ) أي يوجد ويظهر وهذا دعاء للمؤمنين بالمغفرة ، والله لا يرد دعاء خليله إبراهيم ، ففيه بشارة عظيمة لجميع المؤمنين بالمغفرة . قوله : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ } بكسر السين وفتحها قراءتان سبعيتان في هذه ، وفي قوله الآتي { فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ } [ إبراهيم : 47 ] وفي هذه الآية تسلية لكل مظلوم ، ووعيد عظيم لكل ظالم ، فإن العبرة بعموم اللفظ ، لا بخصوص السبب ، فإنها وإن كان نزولها في حق كفار قريش ، إلا أن المراد عمومها لكل ظالم ، لأن كل آية وردت في الكفار . فإنها تجر بذيلها على عصاة المؤمنين . قوله : { غَافِلاً } الغفلة في الأصل معنى يعتري الإنسان من قلة التحفظ ، وقيل معنى يمنع الإنسان من الوقوف على حقائق الأمور ، وهذا المعنى في حق الله مستحيل فظنه كفر ، بل المراد لازم الغفلة ، وهو عدم المجازاة ، لأنه يلزم من الغفلة عن الشيء تركه ، فالمعنى لا تحسبن الله يا مخاطب تاركاً مجازاة الظالمين ، بل مجازيهم ولا بد ، وإمهالهم مدة حلم منه ، وسيخرجهم منه في الآخرة لما ورد " الظلمة وأعوانهم كلاب النار " قوله : ( من أهل مكة ) خصهم بالذكر ، وإن المراد العموم ، لأن الآية نزلت فيهم . قوله : { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ } في معنى التعليل لقوله : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلاً } الخ ، والتقدير : لا تظن أن الله تارك مجازاتهم ، ولا تحزن بتأخير العذاب ، لأن تأخيره للتشديد والتغليظ . قوله : { لِيَوْمٍ } أي لأجل حصول يوم ، أو اللام بمعنى إلى التي للغاية . قوله : { تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ } أي فلا تقر في أماكنها .