Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 43-46)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( مسرعين ) أي إلى الداعي وهو إسرافيل ، وقيل جبريل حيث ينادي على صخرة بيت المقدس ، وهي أقرب موضع من الأرض إلى السماء يقول : أيتها العظام البالية ، والأوصال المتقطعة ، واللحوم المتمزقة ، والشعور المتفرقة ، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء فعند ذلك ينفخ إسرافيل في الصور . قوله : ( حال ) أي من المضاف المحذوف ، والتقدير تشخيص فيه أبصارهم ، حال كون أصحاب الأبصار مهطعين الخ . قوله : { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } أي لا ينطبق لهم جفن لعظم الهول ، وهو تأكيد لشخوص البصر . قوله : { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } إما مستأنف أو حال . قوله : ( خالية من العقل لفزعهم ) أي خالية من الفهم لشدة الحيرة والدهشة ، والمعنى أن القلوب حينئذ ، تكون فارغة من الإدراك والفهم ، والأبصار شاخصة ، والرؤوس مرفوعة إلى السماء من هول ذلك اليوم وشدته . قوله : { يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ } مفعول ثان لأنذر على حذف مضاف ، أي أنذرهم هوله وشدته . قوله : { فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } فيه إظهار في مقام الاضمار ، لزيادة التشنيع عليهم . قوله : { إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } أي أخر العذاب عنا ، وردنا إلى الدنيا مدة من الزمان ، نستدرك فيها ما فات . قوله : { نُّجِبْ دَعْوَتَكَ } مجزوم في جواب الأمر . قوله : ( فيقال لهم ) القائل لهم الملائكة أو الله . قوله : ( حلفتم ) أي كما حكى الله عنهم ذلك في سورة النحل بقوله : { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ } [ النحل : 38 ] . قوله : { وَسَكَنتُمْ } معطوف على { أَقْسَمْتُمْ } . قوله : { فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } المراد بمساكنهم دار الدنيا ، لا خصوص منازل الذين ظلموا ، فإن كفار قريش لم يسكنوا ديار الكفار الذين هلكوا قبلهم . قوله : ( السابقة ) أي كقوم نوح وعاد وثمود ولوط وغيرهم . قوله : { وَتَبَيَّنَ لَكُمْ } أي حالهم وخبرهم . قوله : ( من العقوبة ) بيان لقوله : { كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ } . قوله : { وَقَدْ مَكَرُواْ } أي أهل مكة . قوله : ( حيث أرادوا قتله ) الخ ، أي حين اجتمعوا بدار الندوة يتشاورون في شأنه ، وقد تقدم ذلك في الأنفال في قوله تعالى : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ الأنفال : 30 ] الخ . قوله : ( ما ) { كَانَ } فسر إن بما ، لأن اللام في لتزول لام الجحود ، وهي لا تقع إلا بعد كون منفي بما أو لم . قوله : ( لا يعبأ به ) أي لا يلتفت إليه . قوله : ( والمراد بالجبال هنا ) أي ففيها قولان : قيل المراد حقيقتها ، وقيل شرائع الإسلام ، فهي مستعملة في مجازها . قوله : ( في القرار والثبات ) هذا هو وجه الشبه بينهما . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( فإن مخففة ) أي واللام في لتزول فارقة . قوله : ( والمراد تعظيم مكرهم ) أي على هذه الثانية فتحصل أن المعنى على القراءة الأولى : ما كان مكرهم مزيلاً للجبال ، لضعفه وعدم العبرة به ، وعلى الثانية : والحال أن مكرهم ، لتزول منه الجبال لعظمه وشدته ، والمكر على القراءتين ، قيل تشاورهم في شأن النبي ، وقيل كفرهم ، ولكن القول الثاني ، يوافق القراءة الثانية ، بدليل آية { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً } [ مريم : 90 - 91 ] . قوله : ( وعلى الأولى ) أي القراءة الأولى وهي النافية . قوله : ( ما قرىء ) أي الذي قرىء وهي قراءة شاذة .