Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 1-5)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( لما استبطأ المشركون العذاب ) الخ ، قال ابن عباس : لما نزل قوله تعالى { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } [ القمر : 1 ] قال الكفار بعضهم لبعض : إن هذا الرجل يزعم أن القيامة قد قربت ، فأمسكوا عن بعض ما كنتم عليه ، حتى تنظروا ما هو كائن ، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء ، قالوا : ما نرى شيئاً ، فنزل { ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ } [ الأنبياء : 1 ] فأشفقوا ، فلما امتدت الأيام قالوا : يا محمد ما نرى شيئاً مما تخوفنا به ، { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ } فوثب النبي صلى الله عليه وسلم ، ورفع الناس رؤوسهم ، وظنوا أنها قد جاءت حقيقة فنزل { فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } فاطمأنوا . قوله : ( أي الساعة ) مشى المفسر على أن المراد بأمر الله القيامة ، وهو أحد قولين ، وقيل المراد بأمر الله ، عقوبة المكذبين في الدنيا بالسيف . قوله : ( وأتى بصيغة الماضي ) أي على سبيل المجاز ، ففي الكلام استعارة تبعية ، حيث شبه الإتيان في المستقبل ، بالإتيان في الماضي ، بجامع تحقق الحصول في كل ، واستعير اسم المشبه به للمشبه ، واشتق من الإتيان في الماضي أتى بمعنى يأتي . قوله : ( فإنه واقع لا محالة ) أي ولا مفر لكم منه . قوله : { عَمَّا يُشْرِكُونَ } تنازعه كل من سبحانه وتعالى ، وقوله : ( غيره ) قدره إشارة إلى أن مفعول { يُشْرِكُونَ } محذوف . قوله : ( أي جبريل ) أي وجمع تعظيماً له . قوله : ( بالوحي ) أي وسمي روحاً ، لأن به حياة القلوب ، الناشىء عنه السعادة الأبدية ، ومن حاد عنها فهو هالك ، كما أن الروح بها حياة الأجسام ، وهي بدونها هالكة . قوله : ( بإرادته ) أشار بذلك إلى أن المراد بالأمر الإرادة ، ومن بمعنى الباء . قوله : { أَنْ } ( مفسرة ) أي وضابطها تقدم جملة فيها معنى القول دون حروفه وهو قوله : { يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ } . قوله : ( خوّفوا الكافرين ) أي بعد إعلامهم بالتوحيد . قوله : ( بالعذاب ) قدره إشارة إلى معمول الإنذار محذوف ، وقوله : { أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ } معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله : ( وأعلموهم ) . قوله : { فَٱتَّقُونِ } أي امتثلوا أوامري واجتنبوا نواهيّ ، في محل نصب على الحال . قوله : { تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي تنزه عن إشراكهم به غيره . قوله : { خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ } أي غير آدم . قوله : { مِن نُّطْفَةٍ } { مِن } لابتداء العاية ، وقوله : ( إلى أن صيره قوياً شديداً ) قدره جواباً عما يقال : إن كونه خصيماً مبيناً لا يكون عقب خلقه من نطفة ، بل بعد قوته وشدته . قوله : ( في نفي البعث ) في للسببية ، والمعنى أنه يخاصم ويجادل ، بسبب كونه منكراً لبعث . قوله : ( قائلاً من يحيي العظام ) الخ ، أشار بذلك إلى ما روي " أن أبي بن خلف ، جاء بالعظم الرميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد أتظن أن الله يحيي هذا بعدما رم ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " نعم " ، ففي هذه الآية رد على هذا الكافر ، ومن حذا حذوه . قوله : { وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا } هذا من جملة أدلة توحيده وتعداد نعمه ، وذلك أن الله تعالى لما ذكر خلق السماوات والأرض ، أتبعه بذكر خلق الإنسان ، ثم بذكر ما يحتاج إليه في ضروراته من أكل ولبس ، فذكر الأنعام التي يكون منها ذلك . قوله : ( في جملة الناس ) أشار بذلك إلى أن الخطاب في { لَكُمْ } لقريش ، ولو حمل على العموم ، كما هو الواقع لاستغنى عن ذلك . قوله : { فِيهَا دِفْءٌ } هو بوزن حمل ، يطلق على كل ما يستدفأ به ، من ملبوس ومأكول . قوله : ( وأصوافها ) أي وأوبارها . قوله : { وَمَنَافِعُ } عطف عام على خاص . قوله : ( والدر ) أي اللبن ، قوله : ( والركوب ) أي بالنسبة للمجموع . قوله : ( للفاصلة ) أي لا للحصر ، فإن الإنسان قد يأكل من غيرها ، وليس منهياً عنه ، قال تعالى : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ ٱلرِّزْقِ } [ الأعراف : 32 ] .