Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 6-9)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَكُمْ فِيهَا } أي الأنعام . قوله : { حِينَ تُرِيحُونَ } قدم الإراحة على التسريح ، مع أنه خلاف الواقع ، لأن الجمال في الرواح ، أعظم منه في وقت التسريح ، لأن النعم تقبل من المرعى ، مملوءة البطون حافلة الضروع ، فيفرح أهلها بها ، بخلاف تسريحها إلى المرعى ، فإنها تخرج جائعة البطون ، ضامرة الضروع ، وأكثرها ما تكون هذه الإراحة أيام الربيع ، لحسن النعم إذ ذاك . قوله : { وَتَحْمِلُ } أي النعم ، والمراد بها خصوص الإبل . قوله : { أَثْقَالَكُمْ } جمع ثقل ، وهو ما يحتاج إليه من آلات السفر والأحمال الثقيلة . قوله : { إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ } الخ ، المراد أي بلد بعيد ، مكة أو غيرها ، وقال ابن عباس : أريد بها اليمن ومصر والشام ، وقال عكرمة : مكة ، والظاهر أنه عام لكل بلد بعيد كما علمت . قوله : { إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ } أي تعبها . قوله : { وَٱلْخَيْلَ } معطوف على { وَٱلأَنْعَامَ } [ النحل : 5 ] ولذا قدر المفسر ( خلق ) . قوله : { وَٱلْبِغَالَ } جمع بغل ، وهو المتولد بين الخيل والحمير . قوله : ( مفعول له ) أي لأجله ، وجر الأول باللام لأن الفاعل مختلف ، ففاعل الخلق هو الله ، وفاعل الركوب المخلوق . قوله : ( بهما ) أي الركوب والزينة . قوله : ( لا ينافي خلقهما لغير ذلك ) أي فلا يفيد الحصر في الركوب والزينة ، بل خلقها للأكل أيضاً ، وبذلك أخذ الشافعي ، وأما عند الأئمة الثلاثة ، فأكل الخيل حرام كباقي الدواب ، استدلوا بأن منفعة الأكل ، أعظم من منفعة الركوب ، فلو كان أكل لحوم الخيل جائزاً ، لكان أولى بالذكر ، فلما لم يذكره الله ، علمنا تحريمه ، ولأن الله خص الأنعام بالأكل حيث قال : { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } [ النحل : 5 ] ، وخص هذه بالركوب فقال : { لِتَرْكَبُوهَا } ، فعلمنا أنها مخلوقة للركوب لا للأكل ، وفي الحقيقة الآية ليست صريحة ، في نهي ولا جواز ، وإنما مستند الأئمة السنة ، فمن حرم لحم الخيل ، حمل الحديث الصحيح على النسخ أو الاضطرار ، ومن جوزها قال : الأصل عدم الاضطرار والنسخ . قوله : ( بحديث الصحيحين ) أي وهو ما روي عن أسماء بنت أبي بكر الصديق قالت : نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرساً ونحن بالمدينة فأكلناه . قوله : ( من الأشياء العجيبة ) أي كالطيور والسباع والوحوش وغيرها من الحيوانات . قوله : { وَعَلَىٰ ٱللَّهِ } أي تفضلاً وإحساناً . قوله : ( أي بيان الطريق المستقيم ) أي طريق الهدى والحق وتبيينها ، بإرسال الرسل وإنزال الكتب . قوله : { وَمِنْهَا جَآئِرٌ } أي سبيل جائر ، وهو سبيل الضلال والكفر . والجور العدول عن الاستقامة . قوله : { وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } أي وصلكم إلى الطريق المستقيم بأجمعكم ، ولكنه لم يشأ ذلك ، فلم يحصل لما سبق في عمله ، أن الجنة لها أهل ، وأن النار لها أهل .