Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 83-85)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ ٱللَّهِ } أي وهي ما تقدم من أول السورة إلى هنا من النعم العظيمة ، بأن يقرونها من عند الله ، ولا يصرفونها في مصارفها . قوله : { ثُمَّ يُنكِرُونَهَا } أتى بثم إشارة إلى أن إنكارهم مستبعد بعد المعرفة ، لأن من عرف النعمة ، فحقه أن لا ينكرها بعد ذلك . قوله : { وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْكَافِرُونَ } أي يموتون كفاراً ، وأقلهم يهتدي للإسلام ، فإن أكثر صناديدهم مات كافراً والأقل منهم أسلم . قوله : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ } { وَيَوْمَ } منصوب بفعل محذوف قدره المفسر بقوله : ( اذكر ) ، والمعنى : اذكر يا محمد لقومك ، يوم نجعل لكل أمة شهيداً ، أو المراد بالبعث الإحياء ، أي يوم نحيي من كل أمة شهيداً ، والأول أقرب . قوله : ( يشهد عليها ) أي بالتكذيب والكفر ، وقوله : ( ولها ) أي بالتصديق والإيمان . قوله : ( وهو يوم القيامة ) أي لأنه ورد : أنه يؤتى بالأمم الماضية وأنبيائهم ، فيقال للأنبياء : هل بلغتم أممكم ؟ فيقولون : نعم بلغنا ، فيقال للأمم : هل بلغكم رسلكم ؟ فيقولون : يا ربنا ما جاءنا من نذير ، فيؤتى بالأمة المحمدية ، فتشهد للأنبياء بالتبليغ ، وعلى الأمم بالتكذيب ، فتقول الأمم : من أين أتى لكم ذلك ، وأنتم آخر الأمم ؟ فيقولون : أخبرنا نبينا بذلك عن ربنا ، وهو صادق عن صادق ، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزكي أمته ، فحين يقول : يا رب قد بلغتهم تنقطع حجتهم ، فهو مخصوص بأنه مقبول الشهادة ، من غير مزك له . قوله : { ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } اختلف في متعلق الإذن المنفي ، فقال المفسر في الاعتذار ، ويدل له قوله تعالى { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } [ المرسلات : 36 ] وقيل لا يؤذن لهم في كثرة الكلام ، وقيل في الرجوع إلى الدنيا والتكليف ، وقيل في التكلم وقت شهادة الشهود ، بل يسكتون وقتها ، ولا يقدر أحد منهم على التكلم إذ ذاك . قوله : { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي لا تزال للسلب ، نظير الهمزة في أعذر إليه على ألسنة المرسلين . قوله : ( إلى ما يرضي الله ) أي من الرجوع إلى الدنيا والعبادة فيها . قوله : { فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ } أي فهم لا يخفف عنهم ، وإنما احتيج لتقدير المبتدأ ، لصحة دخول الفاء ، لأن الفعل المضارع الصالح لمباشرة الأداة لا يقرن بالفاء ، فاحتيج لجعلها جملة اسمية لوجود الفاء . قوله : { ٱلْعَذَابَ } تفسير للضمير المستتر في الفعل .