Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 79-82)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلَمْ يَرَوْاْ } أي ينظروا بأبصارهم . قوله : { مُسَخَّرَٰتٍ } هو حال من { ٱلطَّيْرِ } . قوله : { فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ } الجو الفضاء الكائن بين السماء والأرض ، قال كعب الأحبار : إن الطير يرتفع في الجو مسافة اثني عشر ميلاً ، ولا يرتفع فوق ذلك . قوله : ( عند قبض أجنحتهن ) هذا يفيد أنها في حال الطيران تقبض أجنحتها ، مع أنه خلاف المشاهد ، فالمناسب أن يقول ما يمسكهن في حال طيرانهن إلا الله ، فإن ثقل أجسادها يقتضي سقوطها ، ولا علاقة فوقها ، ولا شيء تحتها يمسكها . قوله : { مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ بُيُوتاً } أي وذلك في بعض الناس كالسودان ، فإنهم يتخذون خيامهم من الجلود . قوله : ( كالخيام ) جمع خيمة ، والقباب جمع قبة ، وهي دون الخيمة . قوله : { تَسْتَخِفُّونَهَا } أي يخف عليكم حملها في رحيلكم وإقامتكم ، فلا يثقل عليكم حملها في الحالين . قوله : { وَمِنْ أَصْوَافِهَا } معطوف على { مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ } ، وقوله : { أَثَاثاً } معطوف على { بُيُوتاً } ، ولم يذكر القطن والكتان ، لأنهما لم يكونا ببلاد العرب . قوله : ( كبسط ) بضم الباء والسين وقد تسكن . قوله : { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً } أي ما تستظلون به ، وذكر في مقام الامتنان ، لأن بلاد العرب شديدة الحر ، فحاجتهم للظلال ، وما يدفع عنهم شدة الحر وقوته أكثر . قوله : ( والغمام ) أي السحاب . قوله : ( جمع كن ) أي غطاء ، والأكنة الأغطية ، ومنه { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } [ الأنعام : 25 ] قوله : ( أي والبرد ) أشار بذلك إلى أن فيه حذف الواو مع ما عطفت ، ويسمى عند أهل المعاني اكتفاء . قوله : ( كالدروع ) أي دروع الحديد ، قوله : ( والجواشن ) جمع جوشن وهو الدرع ، فالعطف للتفسير . قوله : { فَإِن تَوَلَّوْاْ } أي داموا على التولي والاعراض . قوله : ( وهذا قبل الأمر بالقتال ) مراده أن هذه الآية منسوخة ، وفيه أنه لا يظهر إلا قدر جواب الشرط ، فلا تقاتلهم مثلاً ، وأما لو قدر ، فلا عتب عليك ولا مؤاخذة ، لأنك لا قدرة لك على خلق الإيمان في قلوبهم ، فلا يظهر النسخ ، لأنه لا ينافي الأمر بقتالهم .