Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 89-89)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ } كرر لزيادة التهديد . قوله : ( أي قومك ) هذا أحد تفسيرين ، وقيل المراد بهؤلاء الأنبياء ، لاستجماع شرعه لشرائعهم ، وأما كونه شهيداً على أمته ، فقد علم مما تقدم ، فحملها عليه فيه تكرار ، إلا أن يقال : المراد بشهادته على أمته ، تزكيته وتعديله لهم ، حق شهدوا على تبليغ الأنبياء ، وهذا لم يعلم مما مر ، مع أنه الوارد في الحديث . قوله : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ } أي في الدنيا ، فهو كلام مستأنف . قوله : { تِبْيَاناً } حال أو مفعول لأجله ، وهو مصدر ، ولم يجىء من المصادر على وزن تفعال بالكسر ، إلا تبيان وتلقاء ، وفي الأسماء كثير ، نحو التمساح والتمثال . قوله : { تِبْيَاناً } أي بياناً شافياً بليغاً ، لأن زيادة البناء ، تدل على زيادة المعنى . قوله : { لِّكُلِّ شَيْءٍ } محتاج إليه من أمر الشريعة . ن قلت : إنا نجد كثيراً من أحكام الشريعة ، لم يعلم من القرآن تفصيلاً ، كعدد ركعات الصلاة ، ونصاب الزكاة وغير ذلك ، فكيف يقول الله تبياناً لكل شيء ؟ أجيب : بأن البيان ، إما في ذات الكتاب ، أو بإحالته على السنة ، قال تعالى : { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ } [ الحشر : 7 ] أو بإحالته على الإجماع ، قال تعالى : { وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ النساء : 115 ] الآية ، أو على القياس ، قال تعالى : { فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } [ الحشر : 7 ] والاعتبار النظر والاستدلال اللذان يحصل بهما القياس فهذه أربعة طرق ، لا يخرج شيء من أحكام الشريعة عنها ، وكلها مذكورة في القرآن ، فكان تبياناً لكل شيء بهذا الاعتبار . قوله : { لِلْمُسْلِمِينَ } تنازعه كل من هدى ورحمة وبشرى . قوله : ( الموحدين ) أي وأما الكفار ، فهو لهم خسران وعذاب وإنذار .