Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 11-12)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ } حذفت الواو لالتقاء الساكنين ، وحذفت من الخط ، تبعاً لحذفها من اللفظ . قوله : ( إذا ضجر ) أي أصابه شدة الغم والغيظ . قوله : ( أي كدعائه ) أشار بذلك إلى أن الكلام على التشبيه ، والمعنى أن الإنسان إذا أصابه الغم ، يدعو على نفسه وأهله بالشر ، كما يدعو لهم بالخير ، إذا كان منبسطاً راضياً ، وتقدم في قوله تعالى { وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } [ يونس : 11 ] الآية ، إن الله يستجيب الدعاء بالخير ، ولا يستجيب الدعاء بالشر . قوله : { عَجُولاً } أي لا يتأمل في عاقبة ما يريد فعله ، بل يقدم على فعل كل ما خطر بباله ، فإذا كان كذلك ، فينبغي للإنسان التأني في الأمور ، وتفويضها إلى الله تعالى ، ليحصل له الراحة في الدنيا ، والسعادة في العقبى ، ولا يتعجل في الأمور ، بحيث يسارع إلى الانتقام ممن ظلمه ، والدعاء على من أساء إليه ، بل الواجب ، إما التفويض أو الدعاء للظالم بالهداية والتوفيق للخير . قوله : { وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ } أي علامتين على عظيم قدرتنا وباهر حكمتنا ، حيث جعلناهما على منوال واحد ، ينقص هذا ويزيد هذا . قوله : { فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلَّيلِ } أي خلقناه على هذه الحالة ، وليس المراد أنه كان مضيئاً ثم محي ضوؤه ، وفي الحقيقة في الكلام حكمتان ، الأولى : حكمة خلق الليل والنهار من حيث ذاتهما ، وهي الدلالة على باهر قدرة صانعهما . الثانية : حكمة كون الليل خلق مظلماً ، والنهار خلق مضيئاً ، وهي لتسكنوا في الليل ، ولتبتغوا من فضله في النهار . قوله : ( لتسكنوا فيه ) قدره أخذاً له من مقابله ، وهو قوله في جانب النهار لتبتغوا ، الخ . قوله : ( والإضافة للبيان ) أي آية هي الليل ، وكذا يقال في آية النهار . قوله : ( أي مبصراً فيها ) هو بفتح الصاد ، وأشار بذلك إلى أن الكلام فيه الحذف ، والإيصال حذف الجار فاتصل الضمير ، فيكون فيه مجاز عقلي ، من إسناد الحدث إلى زمانه . قوله : { لِتَبْتَغُواْ } أي تطلبوا . قوله : { وَلِتَعْلَمُواْ } ( بهما ) أي فهو متعلق بكل من محونا وجعلنا ، لأن علم عدد السنين والحساب ، بمرور الليل والنهار جميعاً . قوله : { وَٱلْحِسَابَ } هو معطوف على { عَدَدَ } ولا يقال هو تكرار ، لأنه يقال : إن العدد موضوع الحساب . قوله : { وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ } الأحسن أنه من باب الاشتغال ، فكل منصوب بفعل محذوف يفسره . قوله : { فَصَّلْنَاهُ } وكذا يقال في قوله : { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ } [ الإسراء : 13 ] . قوله : ( للأوقات ) أي كآجال الديون ، وأوقات الصلاة ، والحج والصوم والزكاة ، وغير ذلك من أمور الدين والدنيا . قوله : { تَفْصِيلاً } مصدر مؤكد لعامله ، إشارة إلى أن الله لم يترك شيئاً من أمور الدين والدنيا ، إلا بينه نظير قوله تعالى : { مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَٰبِ } [ الأنعام : 38 ] .