Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 13-14)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ } فسر المفسر الطائر بالعمل ، وفسره غيره بالكتاب ، وإليه يشير بقول مجاهد : وسمي العمل طائراً ، إما لأن العرب إذا أرادوا فعل أمر ، نظروا إلى الطير إذا طار ، فإن طار متيامناً ، قدموا على ذلك الأمر ، وعرفوا أنه خير ، وإن طار متياسراً ، تأخروا وعرفوا أنه شر ، فلما كثر ذلك منهم ، سموا نفس الخير والشر بالطائر ، تسمية للشيء باسم لازمه . قوله : ( خص بالذكر لأن اللزوم فيه أشد ) أي ولأن العنق إما محل الزينة كالقلادة ونحوها ، أو للشين كالأغلال ونحوها ، فإن كان عمله خيراً ، كان كالقلادة في عنقه ، وهو مما يزينه ، وإن كان شراً ، كان كالغل في عنقه ، وهو ما يشينه . قوله : ( مكتوب فيها شقي أو سعيد ) خص مجاهد السعادة والشقاوة ، وإن كان الرزق والأجل فيقضيان بموته . قوله : { وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً } قال الحسن : بسطت لك صحيفة ، ووكل بك ملكان ، أحدهما عن يمينك ، والآخر عن شمالك ، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك ، وأما الذي عن يسارك فيحفظ عليك سيئاتك ، حتى إذا مت ، طويت صحيفتك وجعلت معك في قبرك ، حتى تخرج لك يوم القيامة . قوله : { ٱقْرَأْ كِتَٰبَكَ } روي أن الإنسان يقرأ كتابه ، وإن لم يكن قارئاً في الدنيا . قوله : { كَفَىٰ بِنَفْسِكَ } الباء زائدة في فاعل كفى ، و { حَسِيباً } تمييز ، و { عَلَيْكَ } متعلق به ، ، وحسيباً بمعنى حاسب أو كاف أو محاسب كما قال المفسر ، والمعنى أنه يكتفي بمحاسبة الشخص لنفسه ، فلا يحتاج لأحد يحاسبه ، بل إذا أنكر ، تشهد عليه أعضاؤه بما علمت ، ثم ما مشى عليه المفسر ، من أن المراد بالطائر ، العمل يكتب ويوضع في عنقه وهو في بطن أمه ، فيلزمه ما دام في الدنيا ، فإذا كان يوم القيامة ، يخرج له كتاباً من خزانة تحت العرش ، وهو الصحيفة التي كانت الملائكة تكتبها عليه في الدينا ، فيأخذها إما بيمينه إن كان مسلماً ، أو بشماله إن كان كافراً ، فيقابله على ما في عنقه ، هو أحد تفسيرين في الآية ، والآخر أن الكتاب واحد ، تكتبه الملائكة عليه ما دام في الدنيا ، فإذا مات طوي ووضع تحت العرش ، فإذا كان يوم القيامة ، أخرج من تلك الخزانة وألزمه في عنقه ، فيكون معنى ألزمناه طائره في عنقه ، أي في يوم القيامة عند تطاير الصحف ، ويكون عطف قوله : { وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } على ما قبله من عطف السبب على المسبب .