Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 2-5)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَآتَيْنَآ مُوسَى } معطوف على جملة { سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ } [ الإسراء : 1 ] ومناسبتها لما قبلها أن كلا متعلقة بعطايا نبي ، فالأولى متعلقة بعطايا سيدنا محمد ، وهذه متعلقة بعطايا موسى عليهما السلام بجامع أن موسى أعطي التوراة بمسيره إلى الطور ، وهو بمنزلة معراجه صلى الله عليه وسلم لأنه منح ثمة التكلم ، وشرف باسم الكليم . قوله : { وَجَعَلْنَاهُ } أي موسى أو الكتاب . قوله : { هُدًى } أي هادياً من الضلالة والشرك . قوله : { أَلاَّ تَتَّخِذُواْ } { أَنْ } مصدرية و { لاَ } نافية ، والفعل منصوب بحذف النون ، ولام التعليل مقدرة كما زادها المفسر ، وهذا على قراءة التحتية ، وأما على قراءة التاء الفوقية ، فالفعل مجزوم بلا الناهية ، وأن زائدة ، والقول مقدر والتقدير : وقلت لهم لا تتخذوا الخ ، وقوله : { مِن دُونِي } في محل المفعول الثاني ، و { وَكِيلاً } مفعول أول وهو مفرد في اللفظ جمع في المعنى ، أي لا تتخذوا وكلاء غيري تلتجئون إليهم ، وتفوضون أموركم إليهم . قوله : ( فأن زائدة ) المناسب أنها هنا مفسرة ، لأن هذا ليس من مواضع زيادتها ، وحينئذ فيقدر جملة فيها معنى القول دون حروفه ، ولما كان وجه زيادتها ظاهراً بحسب الصورة ، حملها المفسر عليه . قوله : { ذُرِّيَّةَ } الخ ، أعربه المفسر منادى ، وحرف النداء محذوف ، وحينئذ فالمعنى يا ذرية من حملنا مع نوح ، وحدوا الله واعبدوه واشكروه في جميع حالاتكم كما كان نوح ، إنه كان عبداً شكوراً ، فقوله : { إِنَّهُ كَانَ } الخ تعليل لمحذوف ، وهذا هو الأقرب والأسهل ، وبعضهم أعرب { ذُرِّيَّةَ } مفعولاً ثانياً لتتخذوا . و { وَكِيلاً } مفعول أول ، أو ذرية بدل من وكيلا ، أو منصوب على الاختصاص ، فتحصل أن في إعراب ذرية أربعة أقوال ، أسهلها ما مشى عليه المفسر . قوله : ( أوحينا ) فسر القضاء بالوحي لتعدية بإلى ، فإن قضى يتعدى بنفسه أو بعلى ، وما هنا مضمن معنى الإيحاء ، والمراد بالكتاب التوراة ، ويصح ان يبقى القضاء على بابه من أن معناه التقدير والحكم ، وتكون إلى بمعنى على ، أي حكمنا وقدرنا على بني إسرائل ، وحينئذ فالمراد بالكتاب اللوح المحفوظ . قوله : { مَرَّتَيْنِ } تثنية مرة وهي الواحدة من المر أي المرور . قوله : ( تبغون ) أي تظلمون وتطغون . قوله : { وَعْدُ أُولاهُمَا } المراد بالوعد الوعيد ، أي جاء وقت العقاب الموعود به . قوله : { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ } أي جالوت وجنوده كما يأتي للمفسر ، وقيل بختنصر . قوله : { فَجَاسُواْ } هو بالجيم بإتفاق الجمهور ، وقرىء شذوذاً بالحاء المهملة ، والمعنى على كل نقبوا وفتشوا . قوله : { خِلاَلَ ٱلدِّيَارِ } إما مفرد بمعنى ( وسط ) كما قال المفسر ، أو جمع خلل كجبل وجبال . قوله : { وَكَانَ } أي البعث المذكور وتفتيش الأعداء عليهم .