Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 65-67)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ عِبَادِي } الإضافة للتشريف . قوله : { لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } أي بل هم محفوظون منك . قوله : { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً } أي إن الشيطان ، وإن كان قادراً على الوسوسة بأقدار الله ، فالله أرحم بعباده ، فهو يدفع عنهم كيده وشره ، فالمعصوم من عصمة الله ، وليس للعبد قدرة على دفع الوساوس . - فائدة - ذكر اليافعي عن الشاذلي ، أن مما يعين على دفع وسوسة الشيطان ، أنك عند وسوسته لك ، تضع يدك اليمنى على جانب صدرك الأيسر حذاء الأيسر بحذاء القلب وتقول : سبحان الملك القدوس والخلاق الفعال سبع مرات ، ثم تقرأ قوله تعالى : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } [ إبراهيم : 19 - 20 ] اهـ . قوله : { رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي لَكُمُ ٱلْفُلْكَ فِي ٱلْبَحْرِ } لما أخبر الله سبحانه وتعالى ، بأن الشيطان مسلط على بني آدم ، إلا من عصمه منهم ، وحفظه بين أوصاف الحافظ للخلق من تسلط الشيطان ، كأنه قال : ربكم الحافظ لكم هو الذي يزجي ، والأزجاء الإجراء ، يقال : زجاه وأزجاه بمعنى أجراه ، والفلك السفينة . قوله : ( السفن ) يشير إلى أن الفلك مستعمل في الجمع . قوله : { فِي ٱلْبَحْرِ } أي عذباً وملحاً . قوله : { لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } أي الوصول إلى المقاصد دنيوية وأخروية فبالسفن يتوصل إلى التجارات والمكاسب وللحج وزيارة الصالحين . قوله : { إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } تعليل ثان لقوله : { يُزْجِي } . قوله : ( الشدة ) أي من أجل هبوب الريح . قوله : ( خوف الغرق ) أي من أجل خوفه . قوله : { ضَلَّ مَن تَدْعُونَ } أي ذهب عن قلوبكم وخواطركم كل معبود سواه فلا تدعون غير الله لكشفه . قوله : { إِلاَّ إِيَّاهُ } يحتمل أن يكون الاستثناء متصلا بحمل قوله من تدعون على جميع المعبودات بحق أو بباطل ويحتمل أن يكون منقطعاً بحمله على المعبود بباطل ، وتكون على هذا إلا بمعنى لكن . قوله : ( من الغرق ) الجار والمجرور متعلق بنجاكم ، وقوله : { إِلَى ٱلْبَرِّ } متعلق بمحذوف قدره المفسر بقوله : ( وأوصلكم ) . قوله : { أَعْرَضْتُمْ } ( عن التوحيد ) أي تركتموه ، فالكافر يرجع لعبادة الأصنام ، والعاصي يرجع لغفلاته وشهواته ، بعد أن كان الجميع آيبين متوجهين إلى الله خائفين منه . قوله : { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ كَفُوراً } كالتعليل لقوله : { أَعْرَضْتُمْ } .