Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 62-64)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ } الهمزة للاستفهام ، ورأى فعل ماض ، والتاء فاعل ، والكاف مؤكدة لتاء الخطاب ، واسم الإشارة مفعول أول ، و { ٱلَّذِي } بدل منه أو صفة له ، و { كَرَّمْتَ } الموصول ، والعائد محذوف تقديره كرمته ، والمفعول الثاني محذوف تقديره لم كرمته عليّ ؟ ولم يجبه الله عن هذا السؤال تحقيراً له ، حيث اعترض على ملاه ، وتكبر وحسد عباد الله ، والإراءة هنا بمعنى الاخبار ، ففيه مجاز مرسل ، من بابا إطلاق السبب على المسبب ، لأن شأن من كان رائياً لشيء أن يخبر به ، وأطلق الاستفهام وأريد منه الطلب ، ففيه مجاز مرسل على مجاز ، وتقدم نظائر هذه الآية في الأنعام ، وسيأتي في القصص . قوله : ( خلقتني من نار ) أي وهي أفضل العناصر الأربع . قوله : ( لام القسم ) أي مقدرة تقديره والله ، وقوله : { لأَحْتَنِكَنَّ } جواب القسم ، والجملة مستأنفة مرتبة على محذوف ، والتقدير فطرده الله ، فطلب اللعين الإمهال للنفخة الثانية ، فأجابه الله بخلاف ما طلب فقال : { لَئِنْ أَخَّرْتَنِ } الخ ، والاحتناك في الأصل مأخوذ من حنك الدابة إذا جعل الرسن في حنكها ، واحتنك الجراد الأرض أكل ما عليها ، والياء في أخرتني ثابتة لبعض القراء وصلاً ووقفاً ، ومحذوفة لبعضهم كذلك ، وثابتة لبعضهم وصلاً ، وحذفها وقفاً ، فالقراءات ثلاث وكلها سبعية هنا ، وأما التي تأتي في المنافقين ، فالياء ثابتة للكل لثبوتها في الرسم . قوله : ( ممن عصمته ) أي عصمة واجبة كالأنبياء ، أو جائزة كالصلحاء . قوله : { قَالَ } ( تعالى ) { ٱذْهَبْ } هذا تهديد له ، وليس الأمر في المواضع الخمسة على حقيقته ، بل هو استدراج وتهديد لأنه معصية ، والله لا يأمر بها ، على حد : إذا لم تستح فاصنع ما شئت . قوله : ( إلى وقت النفخة الأولى ) هذا جواب له على خلاف ما طلب ، فإنه طلب الانظار إلى النفخة الثانية ليفر من الموت ، فإنه يعلم أن لا موت بعد النفخة الثانية . قوله : { جَزَآؤُكُمْ } غلب المخاطب لأنه سبب في الأغواء قوله : { جَزَاءً } منصوب بالمصدر قبله . قوله : ( وافر ) أشار بذلك إلى أن اسم المفعول بمعنى اسم الفاعل . قوله : ( بالغناء ) بكسر الغين والمد ، وهو تطريب الصوت بما يهيج الشهوات المحرمة . قوله : ( وكل داع إلى معصية ) كالكلام مع الأجنبية ونحوه . قوله : { بِخَيْلِكَ } الباء للملابسة ، والمعنى صح عليهم حال كونك ملتبساً بجنودك الركاب والمشاة ، فالمراد بالخيل ركابها ، وذلك كقطاع الطرق ، الذين يركبون الخيل ، ويأخذون الأموال ، ويقتلون النفوس . قوله : { وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ } أي بحملهم على كسبها وجمعها من الحرام ، والتصرف فيها فيما لا ينبغي . قوله : ( من الزنا ) أي ومثله ما لو طلق الرجل امرأته ثلاثاً ، وأتى منها بالأولاد ، فإن الشيطان شريكه فيهم . قوله : { وَعِدْهُمْ } أي احملهم على اعتقاد عدم البعث والجزاء .