Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 71-71)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَوْمَ نَدْعُواْ } { يَوْمَ } معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله : ( اذكر ) . والمعنى اذكر يا محمد هذا اليوم وهوله لأمتك ، ليكون داعياً إلى الاتعاظ والخوف ، فيحملهم على الاستعداد . قوله : { كُلَّ أُنَاسٍ } وزنه فعال ، ويجوز حذف همزته فيقال ناس ، فيصير وزنه عال . قوله : ( نبيهم ) أي لما روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، " فينادى يوم القيامة : يا أمة إبراهيم ، يا أمة موسى ، يا أمة عيسى ، يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقوم أهل الحق الذين اتبعوا الأنبياء ، فيأخذون كتبهم بأيمانهم ، ثم ينادي الأتباع : يا أتباع نمرود . يا أتباع فرعون ، يا أتباع فلان وفلان ، من رؤساء الضلال وأكابر الكفار ، فيأخذون كتبهم بشمائلهم من وراء ظهرهم " قوله : ( أو بكتاب أعمالهم ) أي لقوله تعالى : { وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِيۤ إِمَامٍ مُّبِينٍ } [ يس : 12 ] وما ذكره المفسر قولان في تفسير الإمام ، وبقي أقوال أخر ، قيل المراد به الكتاب الذي أنزل عليهم ، فينادى في القيامة : يا أهل التوراة ، يا أهل الإنجيل ، يا أهل القرآن ، ماذا عملتم في كتابكم ؟ هل امتثلتم أوامره ؟ هل اجتنبتم نواهيه ؟ وقيل : المراد به المذهب الذي كانوا يعبدون الله عليه ، فيقال : يا حنفي ، يا شافعي ، يا معتزلي ، يا قدري ، ونحو ذلك ، وقيل : المراد به عمل البر الذي اشتهر به في الدنيا ، فينادي أهل الصدقات ، وأهل الجهاد ، وأهل الصيام وغير ذلك ، وقيل المراد به الأمهات ، لأن الإمام جمع أم ، كخفاف جمع خف ، فينادي الخلق بأمهاتهم فيقال : يا ابن فلانة ، ستراً على ولد الزنا ، ورعاية حق عيسى ، وإظهار شرف الحسن والحسين ، ورد هذا القول الزمخشري وقال : إنه من بدع المفسرين . قوله : ( فيقال يا صاحب الخير ) هو على حذف مضاف ، أي يا صاحب كتاب الخير . قوله : ( وهو يوم القيامة ) وله أسماء كثيرة منها : الساعة والحاقة والقارعة والواقعة يوم الدين ويوم الجزاء ويوم الحشر ، وغير ذلك . قوله : { فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ } من إما شرطية أو موصولة ، ودخلت الفاء في خبرها ، لشبهها بالشرط . قوله : { فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ } أي وإن لم يكونوا قارئين في الدنيا ، وحين يقرؤون كتابهم يظهرون لأهل الموقف ، قال تعالى حكاية عنه : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ } [ الحاقة : 19 ] الخ . قوله : ( قدر قشرة النواة ) الصواب أن يقول : قدر الخيط الذي في قلب النواة ، وأما القشرة التي ذكرها فهي القطمير ، وأما النقير فهو الذي في النقرة التي في ظهرها ، والثلاثة مذكورة في القرآن .