Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 80-82)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَدْخِلْنِي } ( المدينة ) أي وتسمى طيبة وقبة الإسلام ، وقد استنارت به صلى الله عليه وسلم . قوله : { مُدْخَلَ صِدْقٍ } المدخل بضم الميم ، والمخرج كذلك ، لأن فعلهما رباعي مصدران بمعنى الإدخال والإخراج . قوله : ( مرضياً ) أي تطمئن به نفسي بحيث لا يزعجني شيء . قوله : ( لا ألتفت بقلبي إليها ) أي إلى مكة لبلوغ الآمال بغيرها ، وما تقدم من شرح تلك الآية ، هو ما مشى عليه المفسر ، وقيل أدخلني في أمرك الذي أرسلتني به من النبوة مدخل صدق ، وأخرجني من الدنيا ، وقد قمت بما وجب علي من حق النبوة مخرج صدق ، وقيل أدخلني في طاعتك مدخل صدق ، وأخرجني من المناهي مخرج صدق ، وقيل أدخلني حيثما أدخلتني بالصدق ، وأخرجني بالصدق ، ولا تجعلني ممن يدخل بوجه ، ويخرج بوجه ، فإن ذا الوجهين لا يكون أميناً عند الله ، ولورود تلك المعاني ، استعملتها الصوفية على حسب مقاصدهم ، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . قوله : ( قوة تنصرني بها على أعدائك ) أي وقد أجاب الله دعاءه ، فوعده بملك فارس والروم وقال له : { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ } [ المائدة : 67 ] ، وقال : { لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ } [ المائدة : 33 ] . قوله : ( وقل عند دخولك مكة ) أي يوم الفتح . قوله : { وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ } يقال زهق اضمحل ، وزهقت روحه خرجت . قوله : ( يطعنها ) أي يطعن كلاً منها في عينه . قوله : ( حتى سقطت ) أي مع أنها كانت مثبتة بالحديد والرصاص ، وبقي منها صنم خراعة فوق الكعبة ، وكان من نحاس أصفر ، فقال النبي : يا علي ارم به ، فصعد فرمى به فكسره . قوله : { مِنَ } ( للبيان ) أي لبيان الجنس ، وقدم على المبين اهتماماً بشأنه ، فالقرآن قليله وكثيره ، شفاء من الأمراض الحسية الظاهرية ، بدليل ما ورد في حديث الفاتحة : وما يدريك أنها رقية وشفاء من الأمراض المعنوية الباطنية ، كالاعتقادات الباطلة ، والأخلاق المذمومة ، كالكبر والعجب والرياء وحب الدنيا والحرص والبخل وغير ذلك لاشتماله على التوحيد وأدلته ، وعلى مكارم الأخلاق وأدلتها ، وما مشى عليه المفسر من أن { مِنَ } ( للبيان ) هو التحقيق لما ورد : خذ من القرآن ما شئت لما شئت ، وورد : من لم يستشف بالقرآن لا شفاه الله ، وقيل إنها للتبعيض ، والمعنى أن منه ما يشفي من الأمراض ، كالفاتحة وآيات الشفاء . قوله : ( من الضلالة ) أي سوء الاعتقاد ، وخصت بالذكر مع أنه شفاء من الأمراض الحسية أيضاً ، لأن الضلالة رأس الأمراض . قوله : { وَرَحْمَةٌ } أي بركة دنيوية وأخروية ، فهو عطف عام . قوله : { لِّلْمُؤْمِنِينَ } أي فهم المنتفعون به دون غيرهم ، ولكن يشترط حسن النية ، والاعتقاد والجزم بالإجابة . قوله : { وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً } أي نقصاً وطغياناً ، لأنهم لا يصدقون به ، فحرموا من الانتفاع به .