Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 83-84)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإنْسَانِ } أي بأن أعطيناه الصحة والغنى . قوله : ( الكافر ) أي فهذه الأوصاف في حقه ، وكل ما ورد في حق الكفار من الذم ، فإنه يجر بذيله على عصاة الأمة المتصفين بتلك الأوصاف . قوله : { أَعْرَضَ } ( عن الشكر ) أي عن صرف النعم في مصارفها وتكبر وتعاظم . قوله : ( ثنى عطفه ) ألوى جانبه . قوله : ( متبختراً ) أي متكبراً . قوله : { كَانَ يَئُوساً } أي غير راج رحمة الله ، ولا ينافي ما هنا قوله تعالى في الآية الأخرى { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } فذو دعاء عريض لأن الكفار مختلفون ، فبعضهم في حال الشر يكثر الدعاء ، وبعضهم يقنط من رحمة الله ، أو يقال : إنهم وإن أكثروا الدعاء ظاهراً هم قانطون في الباطن من رحمة الله . قوله : { عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ } أي كل واحد منا ومنكم ، ويعمل على حالته وطبيعته وروحه التي جبل عليها ، فالروح السعيدة صاحبها يعمل عمل السعداء ، وتظهر منه الأخلاق المرضية ، والأفعال الجميلة ، وصاحب الروح الشقية ، يعمل عمل الأشقياء ، وتظهر منه الأخلاق القبيحة ، والأفعال الخبيثة ، وفي هذه الآية دليل على أن الظاهر عنوان الباطن . قوله : { أَهْدَىٰ } يجوز أن يكون من اهتدى على حذف الزوائد ، وأن يكون من هدى المتعدي ، وأن يكون من هدى القاصر بمعنى اهتدى ، و { سَبِيلاً } تمييز على كل حال ، وفي الآية اكتفاء ، أي بمن هو أضل سبيلاً .