Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 97-100)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ } أي من يخلق فيه الهدى ، وقوله : { فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ } أي يكون كذلك في الدنيا ، بمعنى أنه يكون حاله في الدنيا مطابقاً لما قدره الله له أزلاً ، وبذلك اندفع ما يقال : إن فيه اتحاد الشرط والجزاء ، والمهتد بحذف الياء من الرسم هنا وفي الكهف ، فإنها في الموضعين من ياءات الزوائد ، وأما في النطق ، فتحذف وصلاً ووقفاً عند بعض القراء ، ووقفاً لا وصلا عند بعضهم . قوله : { فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ } أي أنصاراً . قوله : { عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من الهاء في { وَنَحْشُرُهُمْ } قدره المفسر بقوله : ( ماشين ) ، روي عن أنس ، " أن رجلاً قال : يا رسول الله ، قال الله : الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم ، أيحشر الكافر على وجهه ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا ، قادراً على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة " ؟ وروي أيضاً : " يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف : صنفاً مشاة ، وصنفاً راكباً ، وصنفاً على وجوههم ، قيل يا رسول الله ، وكيف يمشون على وجوههم ؟ قال : " إن الذي أمشاهم على أقدامهم ، قادر أن يمشيهم على وجوههم ، أما إنهم يلقون بوجوههم كل حدب وشوك " والحدب ما ارتفع من الأرض . قوله : { عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً } أي لا يبصرون ولا ينطقون ولا يسمعون ، إن قلت : كيف وصفهم الله بذلك هنا ، وأثبت لهم ضد تلك الأوصاف في قوله : { وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ } [ الكهف : 53 ] ، { دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } [ الفرقان : 13 ] ، { سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } [ الفرقان : 12 ] ؟ أجيب : بأن المعنى عمياً لا يرون ما يسرهم ، وبكماً لا يتكلمون بحجة ، وصماً لا يسمعون ما يسرهم ، أو المعنى يحشرون معدومي الحواس ، ثم تعاد لهم . قوله : { مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } أي مسكنهم ومقرهم . قوله : { كُلَّمَا خَبَتْ } أصله خبوت كقعدت ، تحركت الواو ، وانفتح ما قبلها ، قلبت الفاً ، فالتقى ساكنان ، حذفت الألف لالتقائهما . قوله : ( سكن لهبها ) أي بأن أكلت جلودهم ولحومهم . قوله : { زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } أي بدلناهم جلود غيرها ، فتعود ملتهبة متسعرة . قوله : { ذَلِكَ } أي ما ذكر من أن مأواهم جهنم ، وإعادتهم بعد فنائهم . قوله : { وَقَالُواْ } معطوف على { كَفَرُواْ } . قوله : { خَلْقاً جَدِيداً } إما مصدر من معنى الفعل ، أو حال أي مخلوقين . قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } رد لإنكارهم البعث . قوله : { قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ } أي فلا يستبعد عليه إعادتهم بأعيانهم . قوله : ( أي الأناسي ) جمع إنسي وهو البشر . قوله : { وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً } معطوف على جملة { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } فليس داخلا في حيز الإنكار . قوله : { لاَّ رَيْبَ فِيهِ } أي لا شك في ذلك الأجل . قوله : { قُل } لهم ) أي شرحاً لحالهم التي يدعون خلافها حيث قالوا { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا } [ الإسراء : 90 ] الخ ، أي لأجل أو ننبسط ونتسع في الرزق ونوسع على المقلين ، فبين الله لهم ، لأنهم لو ملكوا خزائن الله ، لداموا على بخلهم وشحهم . قوله : { لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ } يجوز أن المسألة من باب الاشتغال ، و { أَنْتُمْ } مرفوع بفعل مقدر ، يفسره الظاهر لأن لو لا يليها إلا الفعل ظاهراً أو مضمراً ، والأصل لو تملكون ، فحذف الفعل لدلالة ما بعده عليه ، فانفصل الضمير وهو الواو . قوله : { إِذاً لأمْسَكْتُمْ } أي منعتم حق الله فيها . قوله : { خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ } علة للإمساك . قوله : ( بخيلاً ) أي ممسكاً عن بذل ما ينبغي فيما ينبغي ، فالأصل في الإنسان الشح ، والخارج عنه خالف أصله كما قال تعالى : { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [ التغابن : 16 ] .