Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 102-106)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف ، والتقدير أكفروا فحسبوا الخ ، والاستفهام للتوبيخ والتقريع . قوله : ( ملائكتي وعيسى وعزيراً ) أشار بذلك إلى تنوعهم في الكفر ، فالمشركون يعبدون الملائكة ، والنصارى يعبدون عيسى ، واليهود يعبدون العزير . قوله : ( وعزيراً ) هذا لقبه ، واسمه قطفير ، أو أطفير . قوله : { مِن دُونِيۤ } أي غيري وهو صادق بكونهم يشركونهم معه في العبادة ، أو خصوهم بالعبادة دونه . قوله : ( مفعول ثان ليتخذوا ) أي والأول قوله : { عِبَادِي } فمفعولاً اتخذ مذكوران . قوله : ( والمفعول الثاني لحسب محذوف ) أي والأول قوله : { أَن يَتَّخِذُواْ } الخ ، والتقدير أظن الكافرون اتخاذهم عبادي من دوني أرباباً لا يغضبني ، بل هو مغضب لي وأعاقبهم عليه ، وبتفسير الأولياء بالأرباب ، اندفعت شبهة من يزعم أن محبة الأولياء وزيارتهم إشراك ، واستدلوا بمثل هذه الآية ، فيقال : إن كان اعتقاد الأولياء على سبيل أنهم يضرون الخلق وينفعونهم بذواتهم ، فمسلم أنه إشراك ، وأما إن كان على سبيل أنهم عباد ، اختاروا خدمة ربهم وعبادته ، فاختارهم وأحبهم ، فهذا الاعتقاد منج من المهالك ، ومورث للفوز بصحبتهم ومرافقتهم في دار السلام لما ورد : المرء مع من أحب . قوله : ( كلا ) هي كلمة ردع وزجر . قوله : { إِنَّآ أَعْتَدْنَا } إي هيأنا وأحضرنا . قوله : ( هؤلاء ) أي الذين عبدوا الملائكة وعيسى وعزيراً . قوله : ( وغيرهم ) أي من بقية الكفار . قوله : ( كالمنزل المعد للضيف ) أي فهو استهزاء وسخرية بهم ، من حيث سمى محل عذابهم نزلاً ، والنزل اسم لمكان الضيف أو لما يهيأ له . قوله : { بِٱلأَخْسَرِينَ } جمع أخسر ، إما بمعنى أشد الناس خسراناً ، أو بمعنى خاسر . قوله : ( طابق المميز ) جواب عما يقال : كيف جمع التمييز مع أن أصله الإفراد ؟ ولم جمع المصدر مع أنه لا يثني ولا يجمع ؟ فأجاب : بأنه جمع لمشاكلة مميزة . قوله : { ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ } خبر مبتدأ محذوف ، أي هم الذين الخ . قوله : ( بطل عملهم ) أي لأن شرط الثواب الإسلام ، والكفر لا تنفع معه طاعة . قوله : { وَهُمْ يَحْسَبُونَ } الجملة حالية من فاعل { ضَلَّ } . قوله : ( أي وبالبعث ) أي فالمراد بلقاء الله ، لقاء بعثه وحسابه الخ . قوله : { فَحَبِطَتْ } أي فبسبب ذلك . قوله : ( أي لا نجعل لهم قدراً ) أي منزلة ، وإنما قال ذلك ، لأن الكفار على التحقيق توزن أعمالهم ، وبعضهم أجاب : بأن الآية فيها حذف النعت ، والتقدير وزناً نافعاً . قوله : { ذَلِكَ } ( أي الأمر ) أشار بذلك إلى أن قوله : { ذَلِكَ } خبر لمحذوف . قوله : ( الذي ذكرت ) تفسير لاسم الإشارة . قوله : ( وابتدأ ) أشار بذلك إلى أن جملة { جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ } مستأنفة ، وهو صادق بأن يكون { جَزَآؤُهُمْ } مبتدأ ، و { جَهَنَّمُ } خبر ، أو بالعكس ، ويصح أن يكون ذلك مبتدأ أول ، وجزاؤهم مبتدأ ثان ، وجهنم خبر الثاني ، وهو وخبره خبر الأول . قوله : { بِمَا كَفَرُواْ } الباء سببية ، وما مصدرية ، أي بسبب كفرهم واتخاذهم .