Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 1-1)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

سميت بذلك ، لذكر قصة أصحاب الكهف فيها ، من باب تسمية الشيء باسم بعضه ، و ( سورة ) مبتدأ ، و ( مكية ) خبر أول ، و ( مائة ) الخ ، خبر ثان ، قوله : ( ثابت ) قدره إشارة إلى أن الجار والمجرور في { لِلَّهِ } متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ، والمراد بالثبوت الدوام والاستمرار أزلاً وأبداً ، فحصل الفرق بين حمد القديم والحادث ، فوصف القديم بالكمالات أزلي مستمر ، وكمال الحادث عارض . قوله : ( الإعلام بذلك ) أي الإخبار بأن وصف الكمالي أزلي ، فتكون الجملة خبرية لفظاً ومعنى ، والمقصود منها ، كونها عقيدة للعبادة ، وشرطاً في إيمانهم ، والمخبر بالحمد حامد . قوله : ( أو الثناء به ) أي إنشاء الثناء بمضمون تلك الجملة ، لا إنشاء المضمون ، فإنه ثابت أزلاً يستحيل إنشاؤه ، فتكون على هذا خبرية لفظاً إنشائية معنى ، كأنه قال : أجدد وانشئ حمداً لنفسي بنفسي ، لعجز خلقي عن كنه حمدي . ولذا حكي عن أبي العباس المرسي ، أنه سأل ابن النحاس النحوي عن أل في الحمد لله ، هل هي جنسية أو عهدية ؟ فقال : يقولون إنها جنسية ، فقال : لا بل هي عهدية ، لأن الله لما علم عجز خلقه عن كنه حمده ، حمد نفسه بنفسه ، وأبقاه لهم يحمدونه به . قوله : ( أو هما ) أي الإعلام والثناء ، ويكون هذا من باب استعمال الجملة في الخبر والإنشاء ، على سبيل الجمع بين الحقيقة والمجاز ، فاستعمالها في الخبر حقيقة ، واستعمالها في الإنشاء مجاز ، وحينئذٍ فيكون المقصود من هذه الجملة أمرين : الإعلام للإيمان والتصديق ، وإنشاء الثناء . قوله : ( أفيدها الثالث ) أي أكثرها فائدة ، لدلالته على أمرين مقصود كل منهما بالذات . إن قلت : إن إنشاء الثناء يسلتزم الإعلام ، والإعلام يستلزم إنشاء الثناء . قلنا : نعم ، لكن فرق بين الحاصل المقصود ، والحاصل الغير المقصود ، فتحصل أنه إذا جعلت الجملة خبرية فقط ، كان الثناء حاصلاً غير مقصود ، وإن جعلت إنشائية فقط ، كان الإيمان بها حاصلاً غير مقصود ، وإن استعملت فيهما ، كان كل مقصوداً لذاته . قوله : { ٱلَّذِي أَنْزَلَ } تعليق الحكيم بالمشتق يؤذن بالعلية ، كأنه قال : الحمد لله لأجل إنزاله الخ ، وإنما جعل الإنزال سبباً في الحمد ، لأنه أعظم نعمة وجدت دنيا وأخرى ، إذ به تنال سعادة الدارين ، إذ فيه صلاح المعاد والمعاش ، قال تعالى : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ } [ النحل : 89 ] . قوله : { عَلَىٰ عَبْدِهِ } الإضافة لتشريف المضاف ، ولذا قال القاضي عياض : @ وَممَّا زَادَنِي شَرَفاً وَتِيهاً وَكدْتُ بِأَخْمصي أَطَأُ الثريَّا دُخُولِي تَحْتَ قولِكَ يَا عِبَادِي وإن صيرت أَحْمد لِي نَبِيّا @@ قوله : { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ } الجملة إما معطوفة على قوله : { أَنْزَلَ } فتكون من جملة المحمود عليه ، أو حال كما قال المفسر . قوله : ( اختلافاً ) أي في اللفظ ، والمعنى والعوج بالكسر الفساد في المعاني ، وبالفتح في الأجسام ، قوله : ( تناقضاً ) نعت لاختلافاً على حذف المضاف ، أي ذا تناقض .