Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 2-5)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَيِّماً } إن أريد به الاستقامة في المعنى ، كان حالاً مؤكدة كما قال المفسر ، وإن أريد به الاستقامة مطلقاً ، كان حالاً مؤسسة . قوله : ( مستقيماً ) أي معتدلاً قائماً بمصالح العباد ، دنيا وأخرى ، فهو مصلح لصحابه دنياه وآخرته ، من حيث أنه يؤنسه في قبره ويتلقى عنه السؤال ، ويكون نوراً على الصراط ، ويوضع في الميزان ، ويرقى به درجات الجنة ، وهذا للعامل به ، وقائم على غير العامل به ، بمعنى أنه يكون حجة عليه ، أو المعنى قيماً حسن الألفاظ والمعاني ، لكونه في أعلى طبقات الفصاحة والبلاغة . فإن قلت : ما فائدة التأكيد ؟ قلنا : دفع توهم أن نفي العوج عن غالبه ، لأن الحكم للغالب . قوله : { لِّيُنْذِرَ } متعلق بأنزل ، وهو ينصب مفعولين ، قدر المفسر الأول بقوله : ( الكافرين ) والثاني هو قوله : { بَأْساً } ، وقوله : { وَيُنْذِرَ } معطوف على قوله : { لِّيُنْذِرَ } الأول ؛ وحذف مفعوله الثاني لدلالة ما هنا عليه ، وذكر مفعوله الأول ، ففي الكلام احتباك ، حيث حذف من كل نظير ما أثبته في الآخر قوله : ( الكتاب ) هو فاعل { يُنْذِرَ } وفي بعض النسخ ( بالكتاب ) وحينئذٍ فيكون فاعل الإنذار ، إما ضمير عائد على الله ، أو على محمد . قوله : { ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ } نعت للمؤمنين ، وقوله : { أَنَّ لَهُمْ } أي بأن لهم ، وإنما ذكر المفعولين معاً لعدم ، النظير لهم ، بخلاف أهل الإنذار ، فأنواعهم مختلفة . قوله : { مَّاكِثِينَ } أي مقيمين فيه . قوله : ( هو الجنة ) أي الأجر الحسن . قوله : ( من جملة الكافرين ) أشار بذلك إلى أن قوله : { وَيُنْذِرَ } معطوف على { لِّيُنْذِرَ } الأول ، عطف خاص على عام ، والنكتة التشنيع والتقبيح عليهم ، حيث نسبوا لله الولد ، وهو مستحيل عليه ، قال تعالى : { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } [ مريم : 90 - 92 ] . قوله : { ٱلَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } أي مولوداً ذكراً أو أنثى ، فيشمل النصارى واليهود ومشركي العرب . قوله : { مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ } أي لاستحالته عليه عقلاً . قوله : ( بهذا القول ) هذا أحد أوجه في مرجع الضمير ، والثاني أنه راجع للولد ، أي أنهم نسبوا له الولد ، مع عدم علمهم به لاستحالته وعدم وجوده ، الثالث أنه راجع لله ، أي ليس لهم علم بالله ، إذ لو علموه لما نسبوا له الولد . قوله : ( من قبلهم ) بفتح الميم بدل من آبائهم ، أي فالمراد بآبائهم من تقدمهم عموماً ، وليس المراد بهم خصوص من لهم عليها ولادة . قوله : { كَبُرَتْ كَلِمَةً } كبر فعل ماض لإنشاء الذم ، والتاء علامة التأنيث ، والفاعل مستتر تقديره هي ، و ( كلمة تمييز ) له والمخصوص بالذم محذوف قدره المفسر بقوله : ( مقالتهم ) وهذه الجملة مستأنفة لإنشاء ذمهم ، ونظيرها قوله تعالى : { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } [ الصف : 3 ] . قوله : { تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } أي من غير تأمل وتدبر فيها ، بل جرت على ألسنتهم من غير سند . قوله : ( في ذلك ) أي في هذا المقام ، وهو نسبة الولد لله . قوله : { إِلاَّ كَذِباً } صفة لموصوف محذوف ، قدره المفسر قوله : ( مقولاً ) .