Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 50-53)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( منصوب باذكر ) أي فإذ ظرف لذلك المقدر . والمعنى اذكر يا محمد لقومك وقت قولنا للملائكة الخ ، والمراد اذكر لهم تلك القصة ، وقد كررت في القرآن مراراً لأن معصية إبليس أول معصية ظهرت في الخلق . قوله : ( سجود انحناء ) جواب عما يقال : إن السجود لغير الله كفر ، وتقدم الجواب بأن السجود لله وآدم كالقبلة ، أو أن محل كون السجود لغير الله كفراً ، إن لم يكن هو الآمر به وإلا فالكفر في المخالفة . قوله : { فَسَجَدُوۤاْ } أي جميعاً . قوله : ( قيل هم نوع من الملائكة ) أي وعلى هذا القول ، فهم ليسوا معصومين كالملائكة ، بل يتوالدون ويعصون . قوله : ( وإبليس أبو الجن ) هذا توجيه لكونه منقطعاً وهو الحق ، وعليه فالجن نوع آخر غير الملائكة ، فالجن من نار ، والملائكة من نور . قوله : ( فله ذرية ) تفريع على كونه أباً ، إذ الأب يستلزم ابناً . قوله : { فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } أي تكبر وحسد . قوله : { أَفَتَتَّخِذُونَهُ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف ، والاستفهام توبيخي . والمعنى أبعد ما حصل منه ما حصل يليق منكم اتخاذه ؟ الخ . قوله : { وَذُرِّيَّتَهُ } عطف على الضمير في تتخذونه ، قال مجاهد : من ذرية إبليس ، لاقس وولهان ، وهما صاحبا الطهارة والصلاة اللذان يوسوسان فيهما ، ومن ذريته مرة وبه يكنى : وزلنبور وهو صاحب الأسواق ، يزين اللغو والحلف الكاذب ومدح السلع . وبتر وهو صاحب المصائب ، يزين خدش الوجوه ولطم الخدود وشق الجيوب . والأعور وهو صاحب الزنا ، ينفخ في إحليل الرجل وعجيزه المرأة ، ومطروس وهو صاحب الأخبار الكاذبة ، يلقيها في أفواه الناس ، لا يجدون لها أصلاً . وداسم وهو الذي إذا دخل الرجل بيته ولم يسم ولم يذكر الله دخل معه اهـ . قال القرظي : واختلف هل لإبليس أولاد من صلبه ؟ فقال الشعبي : سألني رجل فقال : هل لإبليس زوجة ؟ فقلت : إن ذلك عرس لم أشهده ، ثم ذكرت قوله تعالى : { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي } فعلمت أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة ، فقلت : نعم . وقال مجاهد : إن إبليس أدخل فرجه في فرج نفسه ، فباض خمس بيضات ، فهذه أصل ذريته . وقيل : إن الله خلق له في فخذه اليمنى ذكراً ، وفي فخذه اليسرى فرجاً ، فهو ينكح هذا بهذا ، فيخرج له كل يوم عشر بيضات ، يخرج من كل بيضة سبعون شيطاناً وشيطانة ، فهو يفرخ ويطير ، وأعظمهم عند أبيه منزلة ، أعظمهم في بني آدم فتنة . وقال قوم : ليس له أولاد ولا ذرية ، وإنما المراد بذريته أعوانه من الشياطين . قوله : ( تطيعونهم ) أي بدل طاعتي . قوله : ( حال ) أي من مفعول تتخذون . قوله : { لِلظَّالِمِينَ } متعلق ببدلاً ، الواقع تمييزاً للفاعل المستتر ، وقوله : ( أبليس وذريته ) بيان للمخصوص بالذم المحذوف ، والأصل بئس البدل إبليس وذريته . قول : ( أي إبليس وذريته ) تفسير للضمير في { أَشْهَدتُّهُمْ } فالمعنى لم أحضرهم حين خلقت السماوات والأرض ، ولا حين خلقت أنفسهم ، فكيف تتخذونهم أولياء تطيعونهم . قوله : { وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ } فيه وضع الظاهر موضع المضمر . قول : { عَضُداً } هو في الأصل العضو الذي هو من المرفق إلى الكتف ، ثم أطلق على المعين والناصر ، والمراد هنا مقدماً لهم في مناصب خير ، بل هم مطرودون عنها ، فكيف يطاعون ؟ قوله : ( بالياء والنون ) أي وهما قراءتان سبعيتان . قوله : { ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ } أي زعمتم شركاء ، فالمفعولان محذوفان . قوله : ( ليشفعوا لكم ) متعلق بنادوا . قوله : { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم } أي مشتركاً . قوله : ( وادياً من أودية جهنم ) قال أنس بن مالك : هوواد في جهنم من قيح ودم . قوله : ( من وبق بالفتح ) أي كوعد . قوله : { وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ } أي عاينها من مسيرة أربعين عاماً . قوله : { مَصْرِفاً } أي مكاناً يجلون فيه غيرها .