Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 59-61)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَهْلَكْنَاهُمْ } أي في الدنيا كما قال تعالى : { فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً } [ العكنبوت : 40 ] الخ . قوله : { وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم } أي لهلاكهم المذكور وقتاً معيناً نزل بهم فيه ، فكذلك قومك لهم وقت ينزل بهم فيه ، وهو معنى قوله : { مَّوْعِداً } . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً ، وتحتها قراءتان فتح اللام وكسرها ، فمجموع القراءات السبعية ثلاثة : ضم الميم مع فتح اللام ، وفتح الميم مع فتح اللام أو كسرها . قوله : { وَ } ( اذكر ) قدره إشارة إلى أن إذ ظرف لمحذوف ، والمعنى اذكر يا محمد لقومك وقت قول موسى لفتاه الخ ، والمراد اذكر لهم قصته وما وقع له مع الخضر عليهما السلام . قوله : ( هو ابن عمران ) أي رسول بني إسرائيل ، من سبط لاوي بن يعقوب ، وهذا هو الصحيح الذي أجمعت عليه الآثار الصحيحة ، ولا يقدح فيه كونه يتعلم من الخضر ، لأن الكامل يقبل الكمال ، سواء قلنا إن الخضر نبي أو ولي ، فاستفادته منه لا تقدح في كونه أفضل منه ، لأن تلك مزية ، وهي لا تقتضي الأفضلية ، يدل على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كونه أعلم الناس ، أمره الله بالاستزادة من العلم بقوله : { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } [ طه : 114 ] خلافاً لمن زعم أن موسى بن ميشا بن يوسف بن يعقوب ، وادعى أنه نبي قبل موسى بن عمران ، محتجاً بأن الله بعد أن أنزل على موسى بن عمران التوراة ، وكلمة بلا واسطة ، وأعطاه المعجزات العظيمة الباهرة ، يبعد أن يستفيد من مطلق نبي أو ولي ، وهذا القول خلاف الصحيح . قوله : ( يوشع بن نون ) هو ابن أفراثيم بن يوسف ، أرسله الله بعد موسى ، فقاتل الجبارين وردّت له الشمس ، وتقدمت قصته في المائدة . قوله : ( كان يتبعه ) هذا بيان وجه إضافته إلى موسى ، وكان ابن أخته ، وقيل كان عبداً له وهو بعيد ، لأن شرط النبي الحرية . قوله : { لاۤ أَبْرَحُ } هي من أخوات كان ، اسمها مستتر وجوباً ، وخبرها محذوف قدره المفسر بقوله : ( أسير ) أي لا أبرح سائراً . قوله : ( ملتقى بحر الروم ) الخ ، أي وملتقاهما عند البحر المحيط . قوله : ( مما يلي المشرق ) أي وذلك بإفريقية . قوله : ( دهراً طويلاً ) وقيل الحقب ثمانون سنة ، وقيل سنة واحدة بلغة قريش ، وقيل سبعون ، ويجمع على أحقاب ، كعنق وأعناق . قوله : ( إن بعد ) أي إن لم أدركه ، والمعنى لا بد من سيري إلى أن أبلغ مجمع البحرين ، أو أسير زمناً طويلاً حتى أيأس من الوصول . قوله : ( بين البحرين ) أشار بذلك إلى أن ( بين ) ظرف وهو الموضع الذي وعد موسى أن يجتمع بالخضر . قوله : { نَسِيَا حُوتَهُمَا } قيل كان مشوياً ، وقيل كان مملحاً ، وقد أكلا منه زمناً طويلاً ، قبل أن يدركا الصخرة . قوله : ( نسي يوشع حمله ) هذا يقتضي أنه كان موجوداً على البر حين نسيه يوشع ، ولكن الموجود في القصة ، أن موسى ويوشع لما وصلا الصخرة التي عندها عين الحياة ناما ، ثم استيقظ يوشع ، فتوضأ من تلك العين ، فانتضح الماء عليه فعاش ووثب في الماء ، فهذا يقتضي أنه نسي إخبار موسى بما رأى ، فالمناسب للمفسر أن يقول : نسي يوشع أن يخبر موسى بما شاهده من الأمر العجيب . إن قلت : إن شأن الأمر العجيب عدم نسيانه . أجيب بأنه أدهش من عظيم ما رأى من قدرة الله وعظمته ، للحكمة التي ترتبت على ذلك . قوله : { فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ } هذا الاتخاذ قبل النسيان ، فيكون في الآية تقديم وتأخير ، والأصل فأدركته الحياة فخرج من المكتل وسقط في البحر فاتخذ سبيله . قوله : { سَرَباً } مفعول ثان لاتخذ . قوله : ( وذلك ) أي سبب ذلك . قوله : ( فانجاب ) أي انقطع الماء وانكشف . قوله : ( فبقي ) أي صار . قوله : ( كالكوة ) هي بالفتح نقب البيت ، والجمع كوى بكسر الكاف ممدوداً ومقصوراً . قوله : ( لم يلتئم ) أي يلتصق حتى رجع إليه موسى فرأى مسلكه . قوله : ( ما تحته ) أي فجعل الحوت لا يمس شيئاً في البحر إلا يبس . قوله : ( ذلك المكان ) أي مجمع البحرين .