Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 1-8)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { كۤهيعۤصۤ } اعلم أن الكاف والصاد يمدان مداً لازماً باتفاق السبعة ، وهو قادر ثلاث ألفات ، والهاء والياء يمدان مداً طبيعياً باتفاقهم وهو قدر ألف ، ويجوز في العين المد اللازم المذكور والقصر بقدر ألفين قراءتان سبعيتان ، ويتعين في النون من عين إخفاؤها في الصاد وغنتها وفتح العين ، ويجوز في الدال الإظهار والإدغام في ذال ذكر ، والقراءتان سبعيتان . قوله : ( الله أعلم بمراده بذلك ) هذا هو الحق ، وللسلف أقوال أخر ، منها ما قاله ابن عباس : إنه اسم من أسماء الله تعالى ، وقال قتادة : هو اسم من أسماء القرآن ، وقيل : هو اسم الله الأعظم ، ولذا يذكره العارفون في أحزابهم ، كالسيد الدسوقي ، وأبي الحسن الشاذلي ، وقيل هو اسم السورة ، وقيل قسم أقسم الله به ، وعن الكلبي : هو ثناء أثنى الله به على نفسه ، وقيل معناه كاف لخلقه ، هاد لعباده ، يده فوق أيديهم ، عالم ببريته ، صادق في وعده ، فكل حرف يشير لمعنى من هذه المعاني ، وقيل غير ذلك قوله : ( هذا ) قدره إشارة إلى أن ذكر خبر لمحذوف . قوله : { ذِكْرُ رَحْمَتِ } هو مصدر مضاف لمفعوله ، والفاعل محذوف أي ذكر الله رحمته عبده زكريا . قوله : ( مفعول رحمة ) أي ورحمته من إضافة المصدر لفاعله ، وهذه التاء لا تمنع عمل المصدر ، لأنها من بنية الكملة لا للوحدة ، ومعنى ذكر الرحمة ، بلوغها وإصابتها لعبده زكريا ، بمعنى عامله بالرحمة والنعمة ، لا بالغضب والنقمة ، وليس المراد بالذكر حقيقته ، وهو ضد النسيان ، لأنه مستحيل . قوله : ( متعلق برحمة ) أي على أنه ظرف له ، أي رحمة الله إياه وقت أن ناداه . قوله : ( مشتملاً على دعاء ) أي وهو قوله : { رَبِّ إِنَّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ } إلى قوله : { وَٱجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً } فجملة النداء ثمان جمل ، والدعاء منه هو قوله : { فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ } إلخ . قوله : ( جوف الليل ) أي في جوفه . قوله : ( لأنه أسرع للإجابة ) أي ما ذكر من كونه خفياً حاصلاً في جوف الليل ، فتحصل أن إخفاء الدعاء والذل والتواضع والانكسار فيه من أسباب الإجابة ، سيما إذا كان في جوف الليل . قوله : { قَالَ رَبِّ } أي يا مالكي ومربي . قوله : { وَهَنَ } من باب وعد ، بفتح الهاء للسبعية ، وقرئ بضمها وكسرها . قوله : ( جميعه ) أشار بذلك إلى أن أل في العظم للاستغراق . قوله : ( أي انتشر ) أشار بذلك إلى أن في { ٱشْتَعَلَ } استعارة تبعية ، حيث شبه انتشار الشيب ، باشتعال النار في الحطب ، واستعير الاشتعال للانتشار ، واشتق منه اشتعل بمعنى انتشر ، والجامع أن كلاً يضعف ما نزل له ، وأعاد الضمير على الرأس مذكراً لأنها تذكر لا غير . قوله : ( وإني أريد أن أدعوك ) تمهيد لقوله : { وَلَمْ أَكُنْ } الخ . قوله : ( أي بدعائي إياك ) أشار بذلك إلى أن دعاء مصدر مضاف لمفعوله ، والفاعل محذوف . قوله : ( فيما مضى ) أي أنت قد أجبتني في الزمان الماضي حال شبوبيتي ، وعودتني منك بالإحسان والإجابة ، فلا تخيبني فيما يأتي في حال شيخوختي . قوله : { وَإِنِّي خِفْتُ ٱلْمَوَالِيَ } جمع مولى وهو العاصب . قوله : ( كبني العم ) أي لأنهم كانوا شرار بني إسرائيل ، فخاف أن يبدلوا دينهم . قوله : { مِن وَرَآءِى } متعلق بمحذوف ، أي جور الموالي من ورائي . قوله : ( على الدين ) متعلق بخفت . قوله : ( من تبديل الدين ) بيان لما . قوله : { وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي } أي وهي أشاع أخت حنة ، كلتاهما بنت فاقود ، فولد لأشاع يحيى ، ولحنة مريم . قوله : ( لا تلد ) أي لم تلد أصلاً لا في صغرها ، ولا كبرها . قوله : ( وبالرفع صفة وليا ) هي سبعية أيضاً ، وهي أظهر معنى ، لأنها تفيد أن هذا الوصف من جملة مطلوبة . قوله : ( العلم والنبوة ) أي لا المال ، لأن الأنبياء لا يورثون درهماً ولا ديناراً . قوله : ( قال تعالى ) أشار بذلك إلى أن هذا من كلام الله ، ولا ينافيه ما تقدم في سورة آل عمران من أنه من كلام الملائكة ، لأنه يمكن أن يكون الخطاب وقع مرتين ، أو المعنى على لسان الملائكة . قوله : ( والحاصل به ) نعت للابن . قوله : { إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ } بين هذه البشارة ، ووجود الولد في الخارج بالفعل ثلاث عشرة سنة . قوله : { ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ } إنما سماه بذلك ، لأن رحم أمه حيي به بعد موته بالعقم ، أو لحياة القلوب به ، وهو ممنوع من الصرف للعملية والعجمة ، وتقول في تثنيته يحييان رفعاً ، ويحيين نصباً وجراً ، وتقول في جمعه للسلامة يحييون رفعاً ، ويحيين نصباً وجراً . قوله : ( أي مسمى بيحيى ) أي لم يسم بيحيى قوله : ( كيف ) اسم استفهام سؤال عن جهة حصول الولد لاستبعاد ذلك ، بحسب العادة لا بحسب القدرة الإلهية ، أو استفهام تعجب وسرور في هذا الأمر العجيب . قوله : { وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً } أي ولم تزل . قوله : ( يبس ) بالباء المثناة بعدها باء موحدة من اليبس ، يقال عتا العود بمعنى يبس وجف ، ومعناه بس العظم والعصب والجلد . قوله : ( عتوو ) هو بضمتين وواوين . قوله : ( كسرت التاء ) الخ ، اشتمل كلامه على أربع إعمالات في الكلمة ، غير كسر التاء وقلب الواو الأولى ياء ، وقلب الثانية كذلك لاجتماعها مع الواو ، وسبق إحداهما بالسكون وإدغام الياء في الياء وهذا على غير قراءة حفص ، وأما على قراءته من كسر العين إتباعاً للتاء ، ففيه خمس إعمالات . قوله : ( الأمر ) قدره إشارة إلى أن كذلك خبر لمحذوف .