Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 37-40)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ } أي أن النصارى تحزبوا وتفرقوا في شأن عسى بعد رفعه إلى السماء أربع فرق : اليعقوبية والنسطورية والملكانية والإسلامية ، لما روي أنه اجتمع بنو إسرائيل ، فأخرجوا منهم أربعة نفر ، من كل قوم عالمهم ، فامتروا في شأن عيسى حين رفع ، فقال أحدهم : هو الله هبط إلى الأرض ، فأحيا من أحيا ، وأمات من أمات ، ثم صعد إلى السماء ، وهم اليعقوبية ، فقالت الثلاثة : كذبت . ثم قال اثنان منهم للثالث : قل فيه ، قال : هو ابن الله ، وهم النسطورية ، قال الاثنان : كذب : ثم قال أحد الاثنين للآخر : قل فيه ، فقال : هو ثاث ثلاثة ، الله إله وهو إله ، وأمه إله ، وهم الملكانية . قال الرابع : كذبت بل هو عبد الله ورسوله وكلمته ، وهم المسلمون وكان لكل رجل منهم أتباع على ماقال ، فاقتتلوا وظهروا على المسلمين ، وكفر الفرقة الأخيرة بعدم اتباعهم لنبينا صلى الله عليه وسلم من حين البعث ، وأما الذين اتبعوه منهم ، فهم الذين يعطون أجرهم مرتين ، كالنجاشي وأتباعه ، وهم الذين قال تعالى فيهم : { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ } [ المائدة : 82 ] الآيات . قوله : ( فشدة عذاب ) وقيل المراد بالويل واد في جهنم ، يأكل الحجارة والحديد ، قوتهم فيه الجيف . قوله : { مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ } يطلق المشهد على الشهادة وعلى الحضور ، وهو المراد هنا ، وسمي بذلك لشهادة الأعضاء عليهم بما كسبوا ، قال تعالى : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ النور : 24 ] . قوله : { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ } هو فعل ماض جاء على صورة الأمر ، ومعناه التعجب ، وإعرابه : أسمع فعل ماض للتعجب ، والباء زائدة ، والضمير فاعله ، وأبصر مثله ، وحذف بهم من الثاني لدلالة الأول عليه ، وليس المراد التعجب من المتكلم وهو الله لاستحالته عليه ، بل المراد التعجيب ، وهو حمل المخاطب على التعجب ، أي اعجبوا يا عبادي ، من شدة سمعهم وبصرهم في ذلك اليوم . قوله : ( من إقامة الظاهر مقام المضمر ) أي أشار إلى أن من اتصف بصفاتهم يسمى ظالماً . قوله : { فِي ضَلاَلٍ } أي خطأ وعدم اهتداء للحق . قوله : ( به صموا ) أي بسبب الضلال حصل لهم الصمم الخ في الدنيا ، فالعجب منهم في الحالتين ، شدة الإسماع والإبصار في الآخرة ؛ وضدهما في الدنيا . قوله : ( يوم القيامة ) أي وله أسماء كثيرة منها : يوم الدين ، ويوم الجزاء ، ويوم الحساب ، والحاقة ، والقارعة ، واليوم الموعود ، وغير ذلك . قوله : ( يتحسر فيه المسيء ) الخ ، أي والمحسن على ترك الزيادة في الإحسان ، كما في الحديث . قوله : { إِذْ قُضِيَ ٱلأَمْرُ } أي حكم وأمضى ، وذلك أنه ورد : إذا استقر أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار ، يؤتى بالموت في صورة كبش ، فيذبح بين الجنة والنار ، وينادي المنادي : يا أهل الجنة خلود بلا موت ، ويا أهل النار خلود بلا موت ، فعند ذلك يزداد أهل النار حسرة على حسرتهم ، وأهل الجنة فرحاً على فرحهم . قول : { وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ } الجملة الحالية ، وكذا قوله : { وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } وهذا الإنذار لكل مكلف ، وإنما خصه المفسر بأهل مكة لأنهم سبب نزولها ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . قوله : ( بإهلاكهم ) أي فلا يبقى حي سوى الله تعالى لما ورد : أن الله تعالى ينادي بعد انقراض الدنيا بأهلها : لمن الملك اليوم ؟ فيجب نفسه بقوله : لله الواحد القهار . قوله : { وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } أي يردون فيجازى كل أحد بما قدمه من خير وشر .