Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 41-44)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ } يحتمل أن معطوف على قوله : { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلْحَسْرَةِ } [ مريم : 39 ] والمعنى واذكر لأهل مكة قصة إبراهيم ، لعلهم يعتبرون فيؤمنوا ، ويحتمل أنه معطوف على قوله : { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ } [ مريم : 16 ] عطف قصة على قصة ، وهو الأقرب . قوله : ( مبالغاً في الصدق ) أي في أقواله وأفعاله وأحواله . قوله : { نَّبِيّاً } وصف خاص ، لأن كل نبي صديق ولا عكس ، وبين الولاية والصديقية عموم وخصوص مطلق أيضاً ، فكل صديق ولي ولا عكس ، لأن الصديقية مرتبة تحت مرتبة النبوة . قوله : ( ويبدل منه ) أي بدل اشتمال ، وحينئذ فقوله : { إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً } معترض بين البدل والمبدل منه . قوله : { لأَبِيهِ } قيل حقيقة ، وهو ما مشى عليه السيوطي في سورة الأنعام تبعاً للمفسر هنا ، ولا يضر كفر أصول الأنبياء ، فإن الله يخرج الجي من الميت ، ولا ينافيه قوله : صلى الله عليه وسلم : " ما زلت أنتقل من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الفاخرة " لأن المعنى الطاهرة من سفاح الجاهلية ، وإن كانوا كفاراً ، أو يقال إن آزر لم يتحقق كفره إلا بعد بعثة إبراهيم ، وحينئذٍ فقد انتقل منه النور المحمدي إلت ولده ، وهو في حالة الفترة ، وقيل هو عمه ، واسم أبيه تاريخ ، وسمي أباً على عادة الأكابر ، من تسمية العم أباً ، وعليه فلا يرد الحديث المتقدم ، وهما قولان للمفسرين . قوله : ( التاء عوض عن ياء الإضافة ) أي فأصله أبي ، فيقال في إعرابه : يا حرف نداء ، وأب منادى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ، والتاء عوض عن الباء . قوله : ( ولا يجمع بينهما ) أي فلا يقال يا أبتي ، لأن فيه الجمع بين العوض والمعوض ، ويقال يا أبتا ، لأن الألف عوض عن الياء أيضاً ، ففيه جمع بين عوضين . قوله : { لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ } أي لأي سبب تعبد ما لاسمع فيه لا بصر . قوله : ( أو ضر ) أي أو دفع ضر . قوله : { مِنَ ٱلْعِلْمِ } أي العلم بالتوحيد والشرع . قوله : { فَٱتَّبِعْنِيۤ } أي امتثل أمري فيما آمرك به . قوله : ( مستقيماً ) أي لا اعوجاج فيه . قوله : ( بطاعتك إياه ) أي فالمراد بعبادته امتثال أمره في عبادة الأصنام ، حيث حسنها له بوسوسته . قوله : { عَصِيّاً } أي وطاعة العاصي عصيان .