Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 96-98)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } أي في الدنيا والآخرة ، والتنوين للتعظيم ، أي وداً عظيماً ، فكلما عظمت طاعاتهم ، عظم ودهم لربهم ولأحبابه ، وعبر بالرحمن لعظم تلك النعمة ، فإن المحبة رأس الإيمان وأساسه ، لما في الحديث : " ألا لا إيمان لمن لا محبة له ، فمن أعطي المحبة لله ولأحبابه ، فقد أعطي خير الدنيا والآخرة " ولأن المحبة حكمة إيجاد الخلق ، لما في الحديث القدسي " فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني " وبالجملة فالمحبة أمرها عظيم ، ولذا كان تنافس العارفين فيها ، فكل من عظمت معرفته ، ازداد محبة وشغفاً ، وعبر بأداء الاستقبال ، لأن المؤمنين كانوا بمكة في مبدأ الإسلام مفرقين ، فوعد الله رسوله ، بأن يؤلف بين قلوب المؤمنين ، ويضع فيه المحبة ، فهذه الآية نزلت في مبدأ الإسلام تسلية له صلى الله عليه وسلم ، و { وُدّاً } بضم الواو للسبعة ، وقرئ بفتحها وكسرها فهو مثلث . قوله : { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ } أي أنزلناه ميسراً . قوله : ( العربي ) أي فالمراد باللسان باللغة العربية . قوله : ( جمع ألد ) أي شديد الخصومة . قوله : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا } الخ ، تخويف لهم وتسلية له صلى الله عليه وسلم . قوله : { هَلْ تُحِسُّ } بضم التاء وكسر الحاء من أحسن رباعياً ، والاستفهام إنكاري ، كما أشار له بقوله : ( لا ) ، وقرئ شذوذاً بفتح التاء وضم الحاء أو كسرها . قوله : { مِنْهُمْ } حال من { أَحَدٍ } لأنه نعت نكرة قدم عليها . قوله : ( صوتاً خفياً ) أي والمعنى استأصلناهم بالهلاك جميعاً ، حتى لا يرى منهم أحد ، ولا يسمع له صوت خفي .