Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 106-108)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { نَنسَخْ } من النسخ وهو لغة الإزالة والنقل ، يقال نسخت الشمس الظل أزالته ، ونسخت الكتاب نقلت ما فيه ، واصطلاحاً بيان انتهاء حكم التعبد إما باللفظ أو الحكم أو بهما ، فنسخ اللفظ والحكم كعشر رضعات معلومات يحرمن . ونسخ اللفظ دون الحكم : الشيخ والشيخة إذا زينا فارجموهما البتة . ونسخ الحكم دون اللفظ كقوله تعالى : { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً ٱلْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ } [ البقرة : 180 ] الآية نخست بآية المواريث وبقوله صلى الله عليه وسلم " لا وصية لوارث " وقوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَّتَاعاً إِلَى ٱلْحَوْلِ } [ البقرة : 240 ] الآية ، فنسخت بقوله تعالى : { يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً } [ البقرة : 234 ] إلى غير ذلك . قوله : ( إما مع لفظها ) أي كعشر رضعات الخ . قوله : ( أو لا ) أي بأن نزيل حكمها فقط ، قوله : ( أو جبريل ) في الحقيقة بينهما تلازم . قوله : ( فلا نزل حكمها ) أي لا ننسخه بل نبقيه وقوله : ( ونرفع تلاوتها ) أي ننسخه ، فعلى هذا التفسير دخل تحت قوله ما ننسخ من آية حكمان من أحكام النسخ ، وهما نسخ الحكم واللفظ أو الحكم فقط وتحت قوله أو ننسأها الحكم الثالث وهو نسخ اللفظ دون الحكم . قوله : ( أو نؤخرها في اللوح المحفوظ ) أي لا نطلعكم عليها ولا نعلمكم بها ، وعلى هذا التفسير فقد دخل تحت قوله ما ننسخ الأحكام الثلاثة . قوله : ( في قراءة بلا همز ) المناسب أن يقول وفي قراءة بضم النون من غير همز . قوله : ( من النسيان ) الأولى أن يقول من الإنساء لأنه مصدر الرباعي . قوله : ( أي نمحها من قلبك ) أي وقلب أمتك بأن يبقى الحكم دون اللفظ أو يمحيان . قوله : ( في السهولة ) أي كقوله تعالى : { ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ } [ الأنفال : 66 ] الآية . قوله : ( أو كثرة الأجر ) أي كقوله تعالى : { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } [ البقرة : 185 ] بعد قوله : ( وعلى الذين يطيقونه فدية ) فليس ثواب من خير بين الأمرين كثواب من تحتم عليه الصوم . قوله : { أَوْ مِثْلِهَا } أي كنسخ استقبال بيت المقدس باستقبال الكعبة ، فإنه لا مشقة في كل ، وليس احدهما أكثر ثواباً من الآخر . قوله : ( والإستفهام للتقرير ) أي أقر واعترف بكون الله قديراً على كل شيء . قوله : { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ } ما حجازية ولكم خبرها مقدم ، ومن دون الله حال من ولي ومن زائدة وولي اسمها مؤخر ، ولا نصير معطوف على ولي ولا زائدة لتأكيد النفي ، ويحتمل أنها تميمية ، وما بعد مبتدأ وخبر ويحتمل أن من في قوله من دون الله زائدة أو أصلية متعلق بما تعلق به الخبر . قوله : { مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } الفرق بين الولي والنصير أن الولي قد يضعف عن النصرة ، والنصير قد يكون أجنبياً من المنصور ، فبينهما عموم وخصوص من وجه . قوله : ( أن يوسعها ) أي بإزالة الجبلين المحيطين بها . قوله : ( ويجعل الصفة ذهبا ) أي وغير ذلك مما ذكره الله في سورة الإسراء : في قوله تعالى : { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً } [ الإسراء : 90 ] الآية ، هكذا ذكر المفسر ، واستشكل ذلك بأن هذه السورة مدنية ، والسؤال من أهل مكة كان قبل المهاجرة ، فالحق أن يقال إن سبب نزولها سؤال يهود المدينة إنزال كتاب الله من السماء ، بدليل أن السورة مدينة وأن السياق في خطاب اليهود ، ووجود أم التي بمعنى التي للإضراب الإنتقالي ، المفيد أن له تعلقاً بما قبله . قوله : { رَسُولَكُمْ } أي محمداً صلى الله عليه وسلم لأنه رسول الخلق أجمعين . قوله : { كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ } بني الفعل للمجهول للعلم بالفاعل . قوله : ( وغير ذلك ) أي من قولهم ( ادع لن ربكم يخرج لنا مما تنب الأرض ) ومن قولهم : ( اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ) ونحو ذلك قوله : { وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلْكُفْرَ } استئناف لبيان حال من تعنت على نبيه . قوله : { سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } من إضاف الصفة للموصوف أي السبيل السواء بمعنى المستوي . قوله : ( أخطأ طريق الحق ) أي فقد شبه الدين الحق بالطريق المستوي بجامع أن كلا يوصل للمقصود .