Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 109-111)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَدَّ كَثِيرٌ } سبب نزولها أن عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان لما رجعا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة أحد ، اجتمعا برهط من اليهود فقالوا لهما ألم نقل لكما إن دين اليهود هو الحق وغيره باطل ، فلو كان ما عليه محمد حقاً ما قتلت أصحابه مع دعواه أنه يقاتل والله معه ، فقال عمار بن ياسر ما حكم نقض العهد عندكم ، فقالوا فظيع جداً ، فقال إني عاهدت محمداً على اتباعه إلى أن أموت فلا أنقضه أبداً ، فقالوا قد صبأ ، فقال حذيفة رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، والكعبة قبلة ، والقرآن إماماً ، والمؤمنين إخواناً فلما رجعا أخبرا رسول الله بذلك فقال أصبتما الخير وأفلحتما فنزلت قوله : { وَدَّ كَثِيرٌ } من المودة وهي المحبة . وقوله : { مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } أي وهم اليهود . قوله : { لَوْ } ( مصدرية ) فتسبك مع ما بعدها بمصدر مفعول ود ، التقدير ود كثير ردكم إلخ ، ورد تنصب مفعولين لأنها بمعنى صير مفعولها الأول الكاف والثاني كفاراً ويصح أن تكون لو شرطية وجوابها محذوف تقديره فيسرون ويفرحون بذلك . قوله : ( كائناً ) أشار بذلك إلى أن قوله من عند أنفسهم متعلق بمحذوف صفة لحسداً ومن ابتدائية . قوله : { مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ } متعلق بود وما مصدرية أي من بعد تبين الحق لهم ، وهذا أبلغ قبيح منهم لأنهم عرفوا الحق فلم يهتدوا ، ومع ذلك وقعت المراودة لغيرهم على الضلال فقد ضلوا وأضلواز قوله : { فَٱعْفُواْ } أي لا تؤاخذهم بهذه المقالة ، وقوله : { وَٱصْفَحُواْ } أي لا تلوموهم فبينهما مغايرة وقيل متحدان ، وعليه مشى المفسر ومعناهما عدم المؤاخذة ، ولم يؤمر النبي وأصحابه بقتالهم مع أنهم ناقضون للعهد بتلك المقالة لأن الواقعة كانت بعد غزوة أحد فكان الأذن في القتال حاصلاً ، فالجواب أن القتال المأذون فيه كان للمشركين ، وأما أهل الكتاب فلم يؤمروا بقتالهم إلا في غزوة أحد فكان الإذن في القتال حاصلاً ، فالجواب أن القتال المؤذون فيه كان للمشركين ، وأما أهل الكتاب فلم يؤمروا بقتالهم إلا في غزوة الأحزاب ، قيل قبلها وقيل بعدها ، فقتل قريظة وأجلى بني النضير وغزا خيبر . قوله : ( من القتال ) أي الخاص بهم . قوله : { عِندَ ٱللَّهِ } العندية معنوية على حد لي عند زيد يد أي مصون ومحفوظ مدخر . قوله : ( قال ذلك يهود المدينة الخ ) لف ونشر مرتب . قوله : ( لما تناظروا ) لما حينية ظرف لقالوا قوله : ( لن يدخلها إلا اليهود ) سميت اليهود بذلك لأنهم هادوا بمعنى رجعوا عن عبادة العجل ، وسميت النصارى بذلك لأنهم نصروا عيسى وهو جمع نصران أو نصرى . قوله : { تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ } مبتدأ وخبر وجمع الخبر مع كون المبتدأ مفرداً لأنه جمع في المعنى لأن عائد على القول وهي بمعنى المقالات . قوله : { هَاتُواْ } قيل هو اسم أمر وقيل فعل أمر وقيل اسم صوت ، والحق الوسط للحوق العلامة لها والمعنى أحضروا . قوله : { بُرْهَانَكُمْ } قيل مأخوذ من البرهة أي القطعة لأن به قطع حجة الخصم وقيل من البرهن أي البيان ، فعلى الأول ممنوع من الصرف وعلى الثاني مصروف .