Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 115-117)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ } أي مكان الشروق والغروب وهذا ظاهر ، وأما آية : ( رب المشرقين ورب المغربين ) فباعتبار مشرقي الصيف والشتاء ومغربيهما ، وأما الآية : ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب ) فباعتبار مشرق كل يوم ومغربه ، لأن للشمس طرقاً في الشروق والغروب على قدر أيام السنة . قوله : ( أي الأرض كلها ) جواب عن سؤال مقدر كأنه قيل ما وجه الإقتصار على المشرق والمغرب ، ويحتمل أن فيه حذف الواو مع ما عطفت أي وما بينهما . قوله : { فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ } أينما اسم شرط جاز ظرف مكان وتولوا فعل الشرط ، وقوله : ( فتم وجه الله ) جواب الشرط وثم إشارة للمكان خبر مقدم هو وجه الله مبتدأ مؤخر . قوله : { فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ } أي جهته يعني جهة رضاه وليس المراد بوجهه ذاته بل المراد ( أينما تولوا وجوهكم ) في جهة أمركم الله بها تجدون جهة رضاه والصوفية يريدون بالوجه الذات وهم دليل على تنزه الله عن التخصيص بالجهة ، ومن هنا قال ابن العربي : مقتضى التوحيد أن الصلاة لأي جهة تصح وإنما أمرنا بجهة مخصوصة تعبداً ولم نعقل له معنى . قوله : ( يسع فضله كل شيء ) أي فصحة الصلاة ليست متوقفة على جهة بيت المقدس فقط كما زعمت اليهود ، بل خصنا الله بمزايا على حسب مزيد فضله لم تكن فيهم ، فمنها أمر القبلة ومنها جعل الأرض كلها مسجداً وتربتها طهوراً وغير ذلك . قوله : { وَقَالُواْ } هذا من جملة قبائح اليهود ومشركي العرب حيث قالت اليهود عزيز بان الله ، وقالت النصارى المسيح ابن الله ، وقال مشركو العرب الملائكة بنات الله . قوله : ( بواو ودونها ) أي فهما قراءتان سبعيتان فعل الواو وهو معطوف على منع مساجد الله التقدير ( ومن أظلم ممن قال اتخذ الله ولداً ) وعلى عدمها هو مستأنف لبيان حال الكفرة ، وأما آية يونس فبترك الواو لا غير لعدم ما يناسب العطف . قوله : { سُبْحَـٰنَهُ } أي تنزه عنه لأن الولدية تقتضي النوعية والجنسية والإفتقار والتشبيه والحدوث ، وهو سبحانه منزه عن كل ذلك كله . قوله : ( لما لا يعقل ) أي غير العاقل لكثرته وإنما غلبه لأن في سياق القهر ، وهو مناسب لغير العاقل بخلاف قانتون فإنه سياق الطاعة . قوله : ( مطيعون ) أي نافذ فيهم مراده فالمراد بالطاعة هنا الإنقياد ونفوذ المراد . قوله : ( وفيه تغليب العاقل ) أي حيث جمعه بالواو والنون وإنما غلب العاقل هنا لشرفه ، ولأن شأن الطاعة أن تكون للعاقل ، وفيه مراعاة معنى كل ولو راعى لفظها لأفرد . قوله : { بَدِيعُ } خبر المبتدأ محذوف أي هو وقرئ بالجر بل من الضمير في له وبالنصب على المدح أي أمدح بديع . قوله : ( لا على مثال سبق ) أي فهما في غاية الإتقان ، قال تعالى : { أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } [ ق : 6 ] الآيات . قوله : { وَإِذَا قَضَىٰ } يطلق القضاء على الوفاء يقال قضى دينه بمعنى وفاه ، ويطلق على الإرادة وهو المراد هنا . قوله : ( أراد ) أي تعلقت إرادته به وفسر القضاء بالإرادة للآية الأخرى وهي قوله تعالى : { إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [ يس : 82 ] ، وخير ما فسرته بالوارد . قوله : { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ليس المراد أنه إذا تعقلت إرادته بإيجاد أمر أتى بالكاف والنون ، بل ذلك كناية عن سرعة الإيجاد ، فمراده نافذ ولا يتخلف بل ما علمه أزلاً تعلقت به الإرادة تعلقاً تنجيزياً حادثاً وأبرزه بالقدرة سريعاً . قوله : ( أي فهو يكون ) أشار بذلك إلى أنه مستأنف مرفوع خبر لمبتدأ محذوف . قوله : ( بالنصب ) أي بأن مضمرة بعد فاء السببية أي يحصل ويوجد في الخارج .