Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 124-124)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَ } ( اذكر ) { إِذِ ٱبْتَلَىٰ } أشار بذلك إلى أن إذ ظرف لمحذوف قدره بقوله اذكر ، والخطاب لمحمد ، أي اذكر يا محمد لقومك وقت ابتلاء ابراهيم ، ويصح تقدير اذكروا ، ويكون خطاباً لبني إسرائيل ، والمقصود من ذكر قصة إبراهيم إقامة الحجة على المخالف من اليهود والنصارى ومشركي العرب ، لأن الفرق جميعها يعترفون بفضل إبراهيم ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : انظروا التكاليف التي كلف بها إبراهيم هل هي موافقة لما جئت به أو مخالفة . قوله : ( وفي قراءة إبراهام ) هما قرءاتان سبعيتان وهاتاه لغتان من سبع ، والثالثة والرابعة والخامسة بغير ياء والهاء مثلثة ، والسادسة بغير ياء والف مع فتح الهاء ، والسابعة إبراهوم وهو اسم أعجمي وتعريبه أب رحيم وهو ابن تارخ بن آزر بن شاروخ بن أرغو بن فالغ بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، وإبراهيم مفعول مقدم وربه فاعل مؤخر وتقديم المفعول هنا واجب لإتصال الفاعل بضمير يعود على المفعول ، فلو قدم الفاعل لزم عليه عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة ، قال ابن مالك : @ وشاع نحو خاف ربه عمر وشذ نحو زان نوره الشجر @@ والإختبار في الأصل الإمتحان بالشيء ، ليعلم صدق ذلك الشخص أو كذبه ، وهو مستحيل على الله لأنه علم بذلك قبل الإختبار ، وإنما المراد عامله معاملة المختبر ليظهر ذلك للخلق ، فاختبر إبراهيم صدقه ، وإبليس فظهر كذبه . قوله : { بِكَلِمَاتٍ } قيل ثلاثون من شريعتنا : عشرة في براءة وهي التائبون العابدون إلى وبشر المؤمنين ، وعشرة في الأحزاب وهي إن المسلمين والمسلمات إلى قوله أعد الله لهم مغفرة الآية ، وتسعة في المؤمنون من أولها إلى أولئك هم الوارثون ، وواحدة في سأل وهي والذين هم بشهاداتهم قائمون ، وقيل هي التكاليف بخدمة البيت ، وقيل ذبح ولده والرمي في النار ، وهجرته من الشام إلى مكة ، وانظر في الشمس والقمر والكواكب لإقامة الحجة على قومه ، وبضميمة ما ذكره المفسر تكون أقولاً خمسة ولا مانع من إرادة جميعها . قوله : ( مناسك الحج ) أي واجباته وسننه . قوله : ( وقيل المضمضة إلخ ) هذه عشرة أشياء الخمسة الأول في الوجه والرأس وما عداها في باقي الجسد . قوله : ( والختان ) ورد أنه أول من اختتن ، وأول من قص الشارب ، وأول من قلم الأظفار ، وأول من رأى الشيب ، فلما رأه قال يا رب ما هذا قال الوقار قال يا رب زدني وقاراً ، وقوله : ( والإستنجاء ) أي بالماء ، وأما بالحجر فهو من خصائص هذه الأمة . قوله : { فَأَتَمَّهُنَّ } أي لم يفرط في شيء منها . قوله : { قَالَ } ( تعالى ) هذه كلام مستأنف واقع في جواب سؤال كأنه قيل ما فعل الله به بعد ذلك ، أجاب بقوله قال له إني جاعلك للناس إماماً ، ومن ذلك أن العاطيا الربانية تكون بعد التخلي عن الأغيار بالأختبار ، قوله : { لِلنَّاسِ } يحتمل أن تكون ظرفاً لغواً متعلقاً بجاعلك ، ويحتمل أنه حال من إماماً لأنه نعت نكرة تقدم عليها وجاعل بمعنى مصير ، فينصب مفعولين الكاف مفعول أول وإماماً مفعول ثان قوله : { وَمِن ذُرِّيَّتِي } هذا كعطف التلقين كما يقال لك سآمرك فتقول وزيداً ومن للتعبيض وتخصيص البعض بذلك لبداهة استحالة إمامة الكل وإن كانوا على الحق . قول : ( اجعل أئمة ) أنبياء وملوكاً عدولاً أو علماء ، وقد اجتمع ذلك في ذريته . قوله : { عَهْدِي } فاعل ينال فهو مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة لالتقاء الساكنين منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والظالمين مفعوله ، والمعنى أن عهدي لا يدرك الظالمين وقرئ بالعكس شذوذاً ، لأنه إذا دار الأمر بين الإسناد للمعنى والذات فالإسناد للمعنى الأولى .