Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 127-129)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَ } ( اذكر ) أي يا محمد وقت رفع إبراهيم القواعد . قوله : { ٱلْقَوَاعِدَ } جمع قاعدة وهي حجارة كبار كل حجر قدر البعير ، والمراد برفع القواعد بناء البيت ورفعه عليها . قوله : ( الأسس ) جمع أساس وهي القواعد وقوله : ( والجدر ) جمع جدار وهي الأسس فالعطف مرادف . وقصة بناء البيت أن الله لما خلق الماء قبل الأرض بألفي عام ، كان ذلك البيت زبدة بيضاء على وجه الماء ، فدحيت الأرض وبسطت وامتدت من تلك الزبدة ، فلما أهبط آدم إلى الأرض استوحش إلى ذكر الله ، فأنزل الله البيت المعمور وهو من ياقوتة حمراء له بابان من زمردة خضراء ، باب بالمشرق وباب بالمغرب ، ووضع موضع الزبدة فكان يأتيه ماشياً من الهند ، ورد أنه حجه ماشياً أربعين عاماً فلما فرغ قالت الملائكة : لقد بر حجك يا آدم ، فلما جاء الطوفان أمر برفعه إلى السماء السابعة فكان موضع البيت خالياً إلى زمن إبراهيم ، وبعث الله جبريل حين رفعه فخبأ الحجر الأسود في جبل أبي قبيس صيانة له من الغرق هكذا قيل ، والمشهور أن أول من بناه الملائكة ثم آدم ثم شيث ، واستمر حتى جاء طوفان نوح فأذهب رسومه الظاهرية لا قواعده لأنها ثابتة متصلة بالأرض السابعة ، ثم أتى جبريل بالحجر الأسود وألقمه جبل أبي قبيس ، فلما أتى إبراهيم وأراد بناءه جاءه جبريل وحدده له وأعلمه بالحجر فبناه على طبق ما رأى من القواعد ، ثم بناه بعده العمالقة ثم جرهم ثم قصي ثم قريش ، وكان الواضع للحجر الأسود في محله النبي صلى الله عليه وسلم ، وقصر بهم النفقة فلم يتموا بناءه على قواعد إبراهيم بل نقضوه وأخرجوا الحجر منه ، ثم ابن الزبير وقد رده لقواعد إبراهيم مستدلاً بحديث عن عائشة : لولا قومك حديثو عهد بكفر لبنيت البيت على قواعد إبراهيم ، ثم لما تولى الحجاج عامله الله بعد له حارب ابن الزبير وقتله وهدم البيت بالمنجنيق وبناه كما بنته قريش وهو الآن على بنائه ، ونظمهم بعضهم فقال : @ بنى بيت العرش عشر فخذهم ملائكة الله الكرام وأدم فشيث فإبراهيم ثم عمالق قصي قريش قبل هذين جرهم وعبد الإله بن الزبير بني كذا بناء لحجاج وهذا متمم @@ قوله : ( يقولان ) قدره المفسر ليصح جعل الجملة حالاً من إبراهيم وإسماعيل ، لأن الجملة الإنشائية لا تقع حالاً إلا بتقدير ، وعبر بالمضارع في يرفع استحضاراً للحال الماضية لعظم شأنه كأنه حصل الآن وهو يحدث عنه . قوله : ( القول ) أي دعائنا . قوله : ( بالفعل ) أي بنائنا . قوله : ( منقادين ) أي كاملين في الأنقياد لأن الكامل يقبل الكمال ، وليس المراد طلب أصل الإسلام لأن الأنبياء معصومون عن كل معصية سيما الكفر . قوله : ( جماعة ) أي وهو الأصل الكثير وتطلق على المقتدى به كقوله تعالى : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } [ النحل : 120 ] وتطلق على الملة ، قال تعالى : { إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ } [ الزخرف : 22 ] قوله : { وَأَرِنَا } رأى عرفانية تنصب مفعولاً واحداً ودخلت عليها الهمزة فتعدت لاثنين ، فنا مفعول أول ومناسكنا مفعول ثان . قوله : { ٱلتَّوَّابُ } أي كثير القبول لتوبة من تاب ، ويوصف العبد بذلك الوصف بمعنى كثير التوبة والرجوع عن القبائح والرذائل . قوله : { ٱلرَّحِيمُ } أي عظيم الرحمة وهي الإنعام أو إرادته . قوله : ( تواضعاً ) أي أو طلباً للإرتقاء من مقام أعلى مما هما فيه . قوله : ( أهل البيت ) أي بيت إبراهيم وهم ذريته ، ولم يأت نبي من ذرية إبراهيم وإسماعيل إلا نبينا صلى الله عليه وسلم وأما الغالب فمن ذرية إسحاق . قوله : { وَٱلْحِكْمَةَ } هي العلم النافع . قوله : ( الغالب ) أي الذي أمره نافذ . قوله : { ٱلحَكِيمُ } هو الذي يضع الشيء في محله .