Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 130-133)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ } سبب نزولها أن عبد الله بن سلام أسلم وكان له ابن أخ أحدهما مهاجر والثاني اسمه سلمة ، فدعاهما إلى الإسلام وقال لهما قد علمتما أن الله قال في التوراة : إني باعث من ولد إسماعيل نبياً اسمه أحمد من آمن به فقد اهتدى ومن لم يؤمن به فهو ملعون ، فأسلم سلمة وأبى مهاجر فنزلت الآية ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . قوله : ( أي لا ) { يَرْغَبُ } أشار بذلك إلى أن الإستفهام إنكاري بمعنى النفي ، والإستثناء المفرغ لا يكون إلا بعد النفي ، وما في معناه الرغبة ، عن الشيء الزهد فيه . قوله : { عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ } أي دينه وشريعته فالملة والدين والشريعة بمعنى واحد ، وهو الأحكام التي جعلها الله للتعبد بها ، فمن حيث إملاؤها يقال لها ملة ، ومن حيث شرعها يقال لها شريعة ، ومن حيث التدين بها يقال لها دين . قوله : { إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ } يحتمل أن من اسم موصول والجملة بعدها صلة أو نكرة والجملة بعدها صفة ، وعلى كل فهو بدل من فاعل يرغب ، التقدير ولا يرغب عن ملة إبراهيم أحد إلا الذي أو شخص سفه نفسه قوله : ( جهل أنها مخلوقة ) هذا بناء على أنه لا يتعدى بنفسه إلا بتضمينه معنى جهل ومعنى جهله نفسه لم يتأمل ولم ينظر فيها ، فيستدل على أن لها صانعاً أتقن صنعها فيؤمن به . قوله : ( أو استخف بها ) هذا بناء على أنه يتعدى بنفسه كالمشدد ، ومعنى استخفافه بها تركه العبادة لله التي بها العز الأبدي . قوله : { وَلَقَدِ ٱصْطَفَيْنَاهُ } هذا حجة لقوله ومن يرغب ، وأكدت هذه الجملة باللام فقط وما بعدها بأن واللام لأن هذه الجملة متعلقة بأمر الدنيا وهو فيها ظاهر الحال ، بخلاف الجملة الثانية فإنها متعلقة بالآخرة وهو أمر مغيب لا يؤمن به إلا من نور الله بصيرته فاحتاجت لزيادة التأكيد . قوله : ( وفي قراءة وأوصى ) أي فهما قراءتان سبعيتان فالهمز والتضعيف أخوان . قوله : { إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ } أي وهم إسماعيل وهو من هاجر وإسحاق وهو من سارة ، وكان له ستة أولاد من امرأة تسمى قنطور الكنعانية تزوجها بعد وفاة سارة ، فجملة أولاده ثمانية وقيل أربعة عشر . قوله : { وَيَعْقُوبُ } ( بنيه ) أشار بذلك إلى أن يعقوب بالرفع معطوف على إبراهيم ، والمفعول محذوف قدره المفسر بقوله بنيه وهم اثنا عشر : روبيل بضم الراء وشمعون ولا وي ويهوذا ويشبخون وزبولون ودون وبقيون وكودا وأوشيز وبنيامين ويوسف ، كذا في البيضاوي . قوله : { يَابَنِيَّ } هذا هو صورة الوصية . قوله : { فَلاَ تَمُوتُنَّ } أصله تموتون أكد بالنون فصار تموتن حذف نون الرفع لتوالي الأمثال فالتقى ساكنان الواو والنون حذفت الواو لالتقائهما . قوله : ( نهى عن ترك الإسلام إلخ ) دفع بذلك ما يقال إن الموت على الإسلام ليس في طاقة العبد فما معنى التكليف ، فأجاب بأن المراد التكليف بالإسلام والنهي عن تركه ، كقولك لشخص لا تصل إلا وأنت خاشع ، فهو نهي عن ترك الخشوع فيها . قوله : ( بدل من إذ قبله ) أي بدل اشتمال . قوله : { مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي } أتى بما دون من امتحاناً لهم لأنه في زمنه كثرت عبادة غير الله ، وإنما امتحنهم لتظهر سرائرهم . قوله : ( إبراهيم إلخ ) بدل من آبائك وكرره إله لأنه الفصيح مطلقاً اسماً كما هنا أو حرفاً كمررت بك وبزيد ، قال ابن مالك : @ وعود خافض لدى عطف على ضمير لازماً قد جعلا @@ قوله : { وَإِسْمَاعِيلَ } قدمه على إسحاق وإن كان أبا يعقوب لمزيتين ، كونه أسن منه وكونه أبا النبي عليه الصلاة والسلام . قوله : ( ولأن العم بمنزلة الأب ) أي لما في الحديث " عمك صنو أبيك " قوله : { إِلَـٰهاً وَاحِداً } كرره لدفع توهم التعدد من تعدد المضاف . قوله : ( بمعنى همزة الإنكار ) أي فتارة تفسر بها وحدها كما هنا وتارة يفسر وببل وتارة تفسر ببل وحدها .