Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 158-162)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ ٱلصَّفَا } جمع صفاة اسم للحجر الأملس ، والمراد هنا الجبل المعروف الذي يبتدأ السعي منه . قوله : { وَٱلْمَرْوَةَ } في الأصل اسم للمكان الرخو ، والمراد هنا الجبل الذي ينتهي السعي إليه ، قوله : ( جبلان بمكة ) أي بجوار المسجد الحرام . قوله : { مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ } أي من أمور دين الله التي تعبدنا بها فمن أنكر كون السعي من أمور الدين فقد كفر . قوله : { فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ } الحج في اللغة القصد واصطلاحاً عبادة ، يلزمها طواف بالبيت سبعاً وسعي بين الصفا والمروة كذلك ، ووقوف بعرفة ليلة عاشر ذي الحجة على وجه مخصوص . قوله : { أَوِ ٱعْتَمَرَ } العمرة في اللغة الزيادة واصطلاحاً عبادة ، يلزمها طواف وسعي على وجه مخصوص . وله : ( وأصلهما القصد إلخ ) لف ونشر مرتب . قوله : ( فيه إدغام التاء في الأصل ) أي فأصله يتطوف قلبت التاء طاء ثم أدغمت في الطاء . قوله : ( لما كره المسلمون ) أي حين كرهوا ذلك . قوله : ( وعليهما صنمان ) أحدهما يسمى أسافاً والثاني يسمى نائلة ، قيل كانا على صورة رجل وامرأة ، وذلك أن رجلاً اسمه أساف وامرأة اسمها نائلة زنيا في الكعبة فمسخهما الله حجرين على صورتهما الأصلية ، فلما تقدم الزمان عبدتهما الجاهلية ، فلما جاء الإسلام أبطل ذلك ونسخه . قوله : ( غير فرض ) أي ووافقه على ذلك أبن حنبل . قوله : ( من التخيير ) ليس المراد أنه مباح بل هو مطلوب بدليل ضم أول الآية لأخرها . قوله : ( غيره ) أي وهو مالك . قوله : ( إن الله كتب عليكم السعي ) تمامه " فاسعوا " وأصل الحديث " اسعوا فإن كتب عليكم السعي " فتحصل أن الآية ليست صريحة في الفرضي ولا في الوجوب وإنما أخذ ذلك من السنة . قوله : ( وفيه إدغام التاء ) أي بعد قلبها طاء . قوله : ( أي بخير ) أشار بذلك إلى أن خيراً منصوب بنزع الخافض . قوله : ( من طواف وغيره ) أي كسعي في حج أو عمرة أو طواف مطلقاً ، لأن عبادة الطواف لا تقيد بالنسك بخلاف السعي . قوله : { فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ } هذا دليل الجواب وليس هو الجواب بل هو محذوف تقديره شكره الله لأن الله شاكر عليم ، والشكر في الأصل مجازاة أصحاب الحقوق عليها ، وليس ذلك مراداً في حق مولانا ، وإنما المراد عاملناه معاملة الشاكر بأنه ألزم نفسه الجزاء من فضله لأنه كريم واسع العطاء . قوله : ( ونزل في اليهود ) أي في أحبارهم ككعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وعبد الله بن صوريا قوله : ( الناس ) قدره المفسر إشارة إلى أنه مفعول يكتمون الثاني ، والمعنى يكتمون الحق عن الناس بحيث يظهرون الباطل ويخفون الحق من نعت محمد وغيره . قوله : { مَآ أَنزَلْنَا } أي الشيء أو الذي أنزلناه ، وقوله من البينات بيان لما ، والمراد بالبينات الآيات الواضحات التي من أذعن لها فقد اهتدى ، وعطف الهدى عليها للتفسير . قوله : ( كآية الرجم ) أي الكائنة في التوراة ، وهي أن من زنى يرجم فمحوها وقالوا لم يكن ذلك عندنا فحصل منهم التكذيب لنبيهم . قوله : ( ونعت محمد ) أي صفاته وأخلاقه من مولده إلى إنتهاء أجله ، وهذان مثالان للبينات والهدى معاً لأن بالآيات يحصل الهدى . قوله : { لِلنَّاسِ } أي عموماً . قوله : { أُولَـٰئِكَ } مبتدأ وجملة يلعنهم الله خبره وأتى بإشارة البعيد إشارة لبعدهم عن رحمة الله . قوله : ( والمؤمنون ) أي من غيرهم كلإنس والجن . قوله : ( أو كل شيء ) أي حتى الجمادات والحيتان في البحر ، ويشهد له الحديث " العاصي يعلنه كل شيء حتى الحيتان في البحر " . وأو لتنويع الخلاف ، ثم إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فهذا الوعيد وإن كان وارداً في كل شيء خاص إلا أنه لكل من كتم علماً ، ومنه شاهد الزور والمفتي بغير الحق . قوله : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ } استثناء متصل أفاد به أن اللعنة معلقة . قوله : ( رجعوا عن ذلك ) أي الكتمان بأن أنصفوا من أنفسهم وأسلموا فهذا الوعيد خاص بمن مات كافراً ، وأما من مات مؤمناً ولو عاصياً فليس له هذا الوعيد ، ولا يجوز الدعاء باللعنة على المعين ولو كافراً إلا أن يثبت موته على الكفر ، وأما غير المعين فيجوز على الكافر والعاصي . قوله : { وَأَصْلَحُواْ } ( عملهم ) أي في المستقبل كعبد الله بن سلام وأضرابه . قوله : ( ما كتموا ) أي من البينات والهدى ، ويحتمل أن قوله تعالى وبينوا أي التوبة . قوله : { فَأُوْلَـئِكَ } أتى بإشارة البعيد إشارة لرفعة رتبتهم على رتبة غيرهم على حد ( ذلك الكتاب ) . قوله : { وَأَنَا التَّوَّابُ } أي الكثير القبول لتوبة من تاب ، والجملة حالية من فاعل أتوب . قوله : ( بالمؤمنين ) أي ولو عصاة والمراد من مات مسلماً . قوله : { إِن الَّذِينَ كَفَرُوا } أي أحباراً أو غيرهم ، وقوله : { وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ } أي استمروا على الكفر حتى ماتوا عليه . قوله : ( أي هم مستحقون ذلك ) أشار بذلك لدفع التكرار ، كأنه قال : المراد باللعنة الأولى حصولها بالفعل وبالثانية استحقاقها ، وفي الحقيقة لا تكرار لأن ما تقدم في الكفار من أحبار اليهود وهذا في الكفار عموماً . قوله : ( قبل عام ) أي حتى الكفار لأنه يلعن بعضهم بعضاً . قوله : ( وقيل المؤمنون ) أي من الإنس والجن والملائكة . قوله : ( أي اللعنة ) أي ويلزم من خلوده في اللعنة خلوده في النار . قوله : ( المدلول بها ) أي اللعنة وقوله أي عليها أي النار . قوله : ( طرفة ) أي مقدار وتغميض العين وفتحها العادي . قوله : ( يمهلون ) أشار بذلك إلى أنه من الإنظار بمعنى الإمهال والتأخير ، قال تعالى : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ } [ النساء : 56 ] أجارنا الله والمسلمين من النار . قوله : ( ونزل ) أي بمكة لأن هذه الآية وما بعدها مكية وإن كانت السورة مدنية . قوله : ( لما قالوا ) أي مشركوا العرب وكانوا إذ ذاك يعبدون ثلاثمائة وستين صنماً حول الكعبة ، نزلت سورة الإخلاص أيضاً رداً عليهم .