Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 169-170)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِٱلسُّوۤءِ } هذا كالعلة لقوله إنه لكم عدو مبين ، والسوء اسم جامع لما يغضب الله كان فيه حد أو لا سمي بذلك لأنه بسوء صاحبه ، فعطف الفحشاء عليه من عطف الخاص على العام لأن المراد بها الكبائر ، وكلام المفسر يريد أن السوء والفحشاء مترادفان وكل صحيح . قوله : { وَأَن تَقُولُواْ } معطوف على السوء أي وقولهم على الله . قوله : ( من تحريم ما لم يحرم ) أي كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، وقوله : ( وغيره ) أي كاتخاذ أنداد غير الله . قوله : ( من التوحيد ) أي فلا تعبدوا إلا الله ولا تشركوا به شيئاً . قوله : ( وتحليل الطيبات ) أي كالبحائر والسوائب والوصيلة والحام وهو لف ونشر مرتب ، فإن قوله من التوحيد راجع لقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً ، وقوله وتحليل الطيبات راجع لقوله يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً . قوله : { قَالُواْ } ( لا ) أي لا تتبع ما أنزل الله ، وقوله بل نتبع بل للإضراب الإبطالي وهو معطوف على جملة محذوفة ، أشار لها المفسر بتقدير لا قيل كل اضراب في القرآن انتقالي أي يفيد الإنتقال من قصة إلى قصة إلا هذه ، وإلا بل في قوله تعالى : { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } [ السجدة : 3 ] ، فمحتمل للأمرين ، فإن اعتبرت قوله أم يقولون افتراه كان انتقالياً ، وإن اعتبرت افتراء وحده كان ابطالياً . قوله : ( وجدنا ) إن كانت وجد بمعنى أصاب نصبت مفعولاً واحداً وهو آباؤنا وقوله عليه ظرف لغو متعلق بألفينا ، وإن كانت بمعنى علم نصبت مفعولين عليه وآباؤنا . قوله : ( من عبادة الأصنام ) راجع للفريق الأول ، وقوله تحريم السوائب إلخ راجع للفريق الثاني ، فهو لف ونشر مرتب . قوله : { أَ } ( يتبعونهم ) أشار بذلك إلى أن الهمزة للإنكار داخلة على محذوف ، والواو عاطفة على ذلك المحذوف ، والجملة حالية فالواو للحال أيضاً . قوله : { وَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً } أي فهم تابعون لهم سواء ظهر لهم عقل آبائهم وهداهم أو شكوا في ذلك ، بل ولو ظهر لهم عدم عقلهم وعدم هداهم . قوله : ( والهمزة للإنكار ) أي والتوبيخ والتعجب ، والمعنى لا يليق منك بذلك .