Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 191-193)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَأَخْرِجُوهُمْ مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ } أي من المكان الذي أخرجوكم منه يعني مكة وهو أمر بالأخراج ، فكأنه وعد من الله بالفتح لمكة ، وقد أنجز الله ما وعد به عام ثمان . قوله : ( وقد فعل ) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم أي الكفار منهم . قوله : ( عام الفتح ) أي وهو العام الثامن . إن قلت : إن مدة الصلح باقية مع إن إخراجهم وقتالهم حصل قبل مضي تلك المدة . أجيب : بأنه حصل منهم نقض للعهد بعد عمرة القضاء . قوله : { وَٱلْفِتْنَةُ } الخ هذا جواب عن سؤال مقدر تقديره إن خفتم أن تقاتلوهم في الشهر الحرام وراعيتم حرمة الشهر والإحرام والحرم ، فالشرك الذي حصل منهم الذي فيه تهاون برب الحرم أبلغ قوله : { وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ } الخ هذه توكيد المنسوخ وهو تفسير لقوله : ( ولا تعتدوا ) . قوله : ( أي في الحرم ) إنما فسر عند بفي ، لأنه ظرف منصوب وهو على تقدير في ، وأطلق المسجد الحرام وأراد ما يعم الحرم بتمامه . قوله : ( وفي قراءة بلا ألف ) والقراءتان سبعيتان ، والتلاوة على هذا : ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم ، والمعنى فخذوا في أسباب قتلهم . قوله : { جَزَآءُ ٱلْكَافِرِينَ } أي في الدنيا وفي الآخرة العذاب الأليم . قوله : { فَإِنِ ٱنتَهَوْاْ } أي رجعوا عن الكفر ، وأصله انتهيوا بياء مضمومة بعد الهاء ، استثقلت الضمة على الياء فحذفت وتحركت الياء بحسب الأصل وانفتح ما قبلها بحسب الآن قلبت ألفاً فالتقى ساكنان حذفت الألف وبقيت الفتحة دليلاً عليها . قوله : { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ } هذا الآية ناسخة أيضاً لما قبلها . قوله : { وَيَكُونَ ٱلدِّينُ للَّهِ } أي في مكة أي لأن المراد تخليص للدين في مكة من الشرك فقط لا كل الجهات ، وأما آية الأنفال في قوله : ( ويكون الدين كله ) أي في كله الجهات . قوله : { فَإِنِ ٱنْتَهَواْ } أي رجعوا عن الكفر وأسلموا . قوله : { فَلاَ عُدْوَانَ } إلخ هذا خير في صورة الأمر مبالغة ، اي فلا تنتقموا ولا تقتلوا إلا الظالمين ، والمعنى لا يجازى على عدوانه إلا الظالمون ، لأن العدوان واقع من الكفار بكفرهم وقتالهم للمسلمين لا من المسلمين بقتتالهم لهم .