Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 1-1)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { الۤـمۤ } : اعلم أن مجموع الأحرف المنزلة في أوائل السور أربعة عشر حرفاً وهي نصف حروف الهجاء ، وقد تفرّقت في تسع وعشرين سورة : المبدوء بالالف واللام منها ثلاث عشرة ، وبالحاء والميم سبعة ، وبالطاء أربعة ، وبالكاف واحدة ، وبالباء واحدة ، وبالصاد واحدة ، وبالقاف واحدة ، وبالنون واحدة ، وبعض هذه الحروف المبدوء بها أحادي وبعضها ثنائي وبعضها ثلاثي وبعضها رباعي وبعضها خماسي ولا تزيد . قوله : ( الله أعلم بمراده بذلك ) أشار بهذا إلى أرجح الأقوال في هذه الأحرف التي ابتدأ بها تلك السور ، وهو أنها من المتشابه جرياً على مذهب السلف القائلين باختصاص الله تعالى بعلم المراد منه ، وعلى هذا فلا محل لها من الإعراب ، لأنه فرع إدراك المعنى فلا يحكم عليها بإعراب ولا بناء ولا بتركيب مع عامل ، ومقابل هذا أقوال : قيل إنها اسماء للسور التي ابتدئت بها ، وقيل اسماء للقرآن ، وقيل لله تعالى ، وقيل كل حرف منها مفتاح اسم من اسمائه تعالى ، أي جزء من اسم ، فالألف مفتاح لفظ الجلالة ، واللام مفتاح اسم لطيف ، والميم مفتاح اسم مجيد ، وهكذا ، وقيل كل حرف منها يشير إلى نعمة من نعم الله ، وقيل إلى ملك ، وقيل إلى نبي ، وقيل الالف تشير إلى آلاء الله ، واللام إلى لطف الله ، والميم إلى ملك الله ، وعلى هذه الاقوال فلها محل من الإعراب ، فقيل الرفع ، وقيل النصب ، وقيل الجر ، فالرفع على أحد وجهين ، إما بكونها مبتدأ ، وإما بكونها خبراً ، والنصب على أحد وجهين أيضاً : إما باضمار فعل لائق تقديره اقرؤوا مثلاً وإما باسقاط حرف القسم كقول الشاعر : @ إذا ما الخبز تأدمه بلحم فذلك أمانة الله الثريد @@ يريد وأمانة الله والجر بوجه واحد وهو أنها مقسم بها حذف حرف القسم وبقي عمله ، أجاز ذلك الزمخشري وإن كان ضعيفاً لأن ذلك من خصائص الجلالة المعظمة لا يشاركها فيه غيرها .