Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 212-213)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } زين فعل ماض مبني للمفعول ، ونائب الفاعل قوله الحياة الدنيا ، وللذين كفروا متعلق بزين ، وفاعل الزينة حقيقة هو الله ، والشيطان مجازاً ، وقرئ ببناء الفعل للفاعل ، والحياة مفعول ، والفاعل ضمير يعود على الله أو الشيطان ، وجرد الفعل من العلامة لكون نائب الفعل مجازي التأنيث سيما مع وجود الفاصل . قوله : ( من أهل مكة ) تخصيص بحسب السبب وإلا فكل كافر كذلك . قوله : ( بالتمويه ) أي التحسين الظاهر الذي باطنه قبيح . قوله : { وَ } ( هم ) { يَسْخَرُونَ } قدره المفسر إشارة إلى أن الجملة حالية ، قال ابن مالك : @ وذات واو بعدها انو مبتدأ له المضارع اجعلن مسنداً @@ قوله : ( لفقرهم ) أي لتركهم الدنيا وإقبالهم على الآخرة . قوله : ( كعمار ) أي ابن ياسر . ( قوله وبلال ) أي الحبشي لما أسلم عذب في الله عذاباً شديداً ، وقوله صهيب تقدمت قصته . قوله : { وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } جملة حالية . قوله : { فَوْقَهُمْ } أي حساً لكونهم في الجنة وهي عالية وجهنم سافلة ، ومعنى لكونهم مكرمين والكفار مهانون . قوله : ( والله يرزق ) جملة مستأنفة كالدليل لما قبلها . قوله : ( أي رزقاً واسعاً في الآخرة ) أي لما في الحديث " لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها " . قوله : ( أو في الدنيا هذا تفسير آخر ، وقوله : ( بأن يملك المسخور منهم إلخ ) أي وقد حصل ذلك بعد الفتح وفي الغزوات ، فإنه ما من غزوة إلا ويأخذ منهم الأموال والرقاب في تلك الغزوة ، بل زادهم الله بأن ملكهم رقاب الملوك وأموالهم ، والحاصل أن رزق المؤمن في الدنيا بغير حساب بخلاف الكافر ، وفي الحديث : " أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يحتسب " وأما في الآخرة فالأمر ظاهر . قوله : { كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً } أي في مبدأ الدنيا من آدم إلى إدريس وقيل من آدم إلى نوح ، والمعنى أنهم كانوا على الحق ولا اختلاف بينهم في تلك المدة ، وقيل كانوا على باطل في تلك المدة وهو ضعيف ، ولذا لم يعرج عليه المفسر . قوله : ( بأن آمن بعض الخ ) أي بعد ظهر نوح أو إدريس . قوله : ( من آمن ) هذا معمول مبشرين ، وقوله : ( من كفر ) معمول لمنذرين . قوله : { وَأَنزَلَ مَعَهُمُ } أي مع مجموعهم لا جميعهم . قوله : ( بمعنى الكتب ) أشار بذلك إلى أن أل جنسية . قوله : ( متعلق بأنزل ) أي والباء للملابسة . قوله { لِيَحْكُمَ } يحتمل عود الضمير على الله لأنه الحاكم حقيقة ، ويحتمل عوده على الأنبياء باعتبار كل فرد من أفرادهم ، أي ليحكم كل نبي بين أمته . قوله : ( من الدين ) بيان لما . قوله : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ } استثناء مفرغ فالمستثنى منه محذوف ، أي وما اختلف فيه أحد إلا الذين أوتوه ، والمعنى لم يختلف في الدين أحد إلا الذين أوتوا الكتاب ، فالاختلاف من عهد إنزال الكتب ، وذلك يؤيد القول بأن الاختلاف من زمن إدريس . قوله : ( وهي وما بعدها مقدم على الاستنثاء ) أي فيكون المعنى وما اختلف في الدين أحد من بعد ظهور الحجج الواضحة حال كون الاختلاف بغياً إلا الذين أوتوه ، وإنما جعل مقدماً على الاستثناء لئلا يكون الاستثناء المفرغ متعدداً مع أنه لا يكون ذلك لأنه يصير المعنى حينئذ : إلا الذين أوتوه إلا من بعد ما جائتهم البينات إلا بغياً بينهم . قوله : { بَغْياً } أي ظلماً وتعدياً . قوله : ( للبيان ) أي بيان الأمر الذي اختلفوا فيه . قوله : ( بإرادته ) أي سبقت إرادته بهداية الذين آمنواو للحق الذي اختلف فيه الكفار . قوله : ( هدايته ) أشار بذلك إلى أنه مفعول يشاء ، وأشار بذلك إلى أن الهداية والاضلال ليسا من فعل الإنسان بل بخلق الله ، فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً . قوله : ( طريق الحق ) أي دين الإسلام ، سمي طريقاً لأنه يوصل للمقصود كما أن الطريق كذلك . قوله : ( ونزل في جهد ) هو بالفتح المشقة . قوله : ( أصاب المسلمين ) قيل كان ذلك في غزوة الأحزاب حين حاصر الكفار المدينة واحتاطوا بها وقطعوا عنها الوارد ولم يكن بينهم وبين دخولها إلا الخندق ، وكانوا إذ ذاك عشرة آلاف مقاتل ، فاشتد الكرب والخوف على المسلمين ولا سيما مع وجود ثلاثمائة منافق بين أظهرهم فنزلت الآية .