Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 21-21)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَٰـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } لم يناد في القرآن إلا بيا سواء كان النداء من الله لعباده أو منهم لله وهي لنداء البعيد ، ولما كان الله لا يشبه شيئاً من الحوادث وهو منزه عنهم ذاتاً وصفات وأفعالاً نودي بيا تنزيلا للبعد المعنوي منزلة البعد الحسي ، ولما كان البعد قائماً بالحوادث للحجب الموجودة بينهم وبين الله سبحانه وتعالى ناداهم بيا أيضاً ، ويا حرف نداء وأي منادي مبني على الضم ، والناس نعت لأي باعتبار اللفظ وهو مرفوع بضمة ظاهرة ، واستشكل ذلك بأن العامل إنما طلب النصب لا البناء على الضم وإنما هو اصطلاح للنحاة ، فما وجه رفع الناس مع أن القاعدة أن النعت تابع للمنعوت في الإعراب ، وهذا إشكال قديم لا جواب له ، واعلم أن النداء على سبعة أقسام : نداء تنبيه مع مدح كيا أيها النبي أو مع ذم كيا أيها الذين هادوا ، أو تنبيه كيا أيها الإنسان ، أو إضافة كيا عبادي ، أو نسبة كيا نساء النبي ، أو تسمية كيا داود ، أو تخصيص كيا أهل الكتاب . قوله : ( أي أهل مكة ) يصح رفع أهل نظراً للفظ الناس ، ونصبه نظراً لمحل أي : لأن لما بعد أي في الإعراب حكم ما فسرته قوله : ( وحدوا ) هذا تفسير للعبادة ، والمفسر قد تبع في تفسير الناس بأهل مكة والعبادة بالتوحيد ابن عباس ، وقال جمهور المفسرين إن المراد بالناس جمع المكلفين ، وبالعبادة جميع أنواعها أصولاً وفروعاً وهو أشمل ، واستدل المفسر بقاعدة أن ما قيل في القرآن بيا أيها الناس كان خطاباً لأهل مكة ، ويا أيها الذين آمنوا كان خطاباً لأهل المدينة ، وهي قاعدة أغلبية فإن السورة مدنية . قوله : { ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ } صفة لرب وتعليق الحكم بمشتق يؤذن بالعلية أي اعبدوه لخلقه إياكم فإنه هو الذي يعبد لا غيره . قوله : ( عقابه ) إشارة إلى مفعول تتقون . قوله : ( ولعل في الأصل للترجي ) أي أصل اللغة والترجي هو توقع الأمر المحبوب على سبيل الظن . قوله : ( وفي كلامه تعالى للتحقيق ) أي ومثلها عسى كما قال سيبويه ، ودفع بذلك ما يتوهم من معنى كون المولى سبحانه وتعالى جاهلاً بالأمور المستقبلية ، وأتى به على صورة الترجي بالنسبة لحال المخاطبين لا لخبر الله فإنه من قبيل الوعد وهو لا يتخلف . قوله : ( خلق ) أي فتنصب مفعولاً واحداً وهو الأرض .